محمد بارلاص - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

لا بد أنكم تذكرون "أم القنابل"، التي أُلقيت على حركة طالبان في أفغانستان بتعليمات من ترامب. من غير المعروف كم عنصرًا من طالبان قتلت هذه القنبلة، وهي الأقوى بعد القنبلة الذرية. وفي المقابل، أسفر تفجير قنبلة في العاصمة الأفغانية كابول عن تدمير مبنى السفارة الألمانية بالكامل، ومقتل 80 شخصًا، فضلًا عن جرح المئات.

وبتعليمات من ترامب أيضًا قصفت سفن حربية أمريكية بالصواريخ قاعدة جوية في سوريا. بيد أن الطائرات الحربية السورية ما زالت تستخدم هذه القاعدة وكأن شيئًا لم يكن.

حرب عامة

ما أريد قوله هو أنه ربما ليس هناك "حرب عالمية" بالمعايير المعتادة، لكن هناك "حرب عامة" خطيرة في العديد من مناطق العالم. وكون دولة ما "قوة عظمى" لا يغير شيئًا كثيرًا من واقع الحال. ومن هذه الناحية، لا تكفي القوة العظمى للولايات المتحدة من أجل الانتصار في الحروب. وفي هذه الحرب العامة "العقل" شيء يتمتع بنفس القدر من أهمية القوة العسكرية. أليس الوضع الحالي في العراق وأفغانستان من النتائج البارزة لـ "قلة العقل"؟

من أذكى؟

إذا حاولتم تقييم التوازنات العالمية الراهنة استنادًا إلى الأشخاص، سيكون لزامًا عليكم البحث عن جواب لسؤال "من أذكى ترامب أم بوتين؟". نتابع ونعرف منذ سنوات بوتين وأسلوبه. وبينما كان يعيد روسيا إلى خانة القوى العظمى، أقدم على خطوات هامة كضم شبه جزيرة القرم وملء الفراغ في سوريا بقوات روسية.

على خلاف حتى مع ميركل

وفي المقابل، لم يمضِ على ترامب أكثر من خمسة أشهر في الرئاسة. لكنه لم يظهر بعد ما ينم عن "العقل الكبير" المطلوب على صعيد السياسة الخارجية. وهو مستمر في اتباع الأخطاء الموروثة من عهد أوباما. وما تسليح وحدات حماية الشعب والدعم الممنوح للسيسي في مصر إلا نموذجين عن هذه الأخطاء. ألم تكن مشاحنة ترامب مع كوريا الشمالية بمثابة مشهد هزلي؟ حتى ميركل على خلاف مع ترامب.

لنعتمد على أنفسنا

بينما نتابع كل هذا التطورات والأحوال تبقى القضية الرئيسية بالنسبة لنا هي أين تقف تركيا في هذا المشهد. حاليًّا ليس من الواضح أين وكيف سوف تتصرف الولايات المتحدة، زعيمة الحلف الذي توجد تركيا تحت سقفه. باختصار علينا أن نكون في مكان نستطيع فيه الاعتماد على أنفسنا. ويمكننا القول إننا على الطريق الصحيح في هذا الخصوص.

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس