ترك برس

أكد السفير التركي في تونس،عمر فاروق دوغان، أن تونس هي بوابة تركيا نحو أفريقيا، ومن أكبر شركائها الاستراتيجيين، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين هي علاقات تاريخية لا تقتصر على التبادل التجاري والجانب الاقتصادي، وأن المستثمرين الأتراك يعتزمون تعزيز استثماراتهم في تونس.

ونفى دوغان في مقابلة مع صحيفة الصباح التونسية أن تكون اتفاقية التبادل الحر لسنة 2004 من أهم أسباب تفاقم عجز الميزان التجاري لتونس مع تركيا، وقال إن السبب الرئيس في ذلك هو ارتفاع واردات تونس من تركيا مقابل انخفاض وارداتها من بلدان الغرب وتراجع التوجه تدريجيا إلى بلدان الاتحاد الأوروبي، وهذه الوضعية تقود إلى ارتفاع حصة الواردات التونسية مع تركيا بصفة طبيعية.

وقال دوغان إن إلغاء الاتفاقية لن يغير شيئا على أرض الواقع بالنسبة إلى تونس؛ لأنها هي التي اختارت الاستيراد من تركيا لعدة اعتبارات أهمها أن التوجه للتوريد من بلدان الشرق يتطلب منها تكاليف باهظة، وبالتالي فإن التوريد من تركيا سيكون غير مكلف من ناحية الأسعار ومن ناحية الجودة كذلك في ما يتعلق بالمواد الأولية المستعملة في قطاع النسيج وما لهذا الجانب من أهمية في سهولة دخولها الأسواق الأوروبية دون رسوم جمركية.

وأضاف أن تركيا تعمل على عدد من الإجراءات من أجل دعم الصادرات التونسية باتجاه تركيا خاصة في المواد الزراعية والمنجمية، والأهم أننا نعمل حاليا على تشجيع المؤسسات التركية والمستثمرين الأتراك للعودة إلى السوق التونسية والاستثمار في تونس على غرار مشروع يعنى بإيجاد وحدات لتحويل الفوسفات إلى أسمدة وننتظر رد وزارة الطاقة التونسية.

وأشار السفير إلى أن المستثمرين للاستثمار يعتزمون الاستثمار في تونس، وأن هناك مشروعا في طور الدراسة بين تركيا واليابان وتونس في ما يخص تصدير زيت الزيتون إلى اليابان مرورا بتركيا، على أن يكون الإنتاج تونسيا والتعليب في تركيا

واستعرض السفير الاستثمارات التركية في تونس، ومنها اختيار البريد التركي تونس قاعدة للشحن الجوي لكامل القارة الإفريقية انطلاقا من مطار النفيضة باعتبار أن تركيا تستقبل ما يناهز الـ 300 ألف طن من الشحنات من الصين فقط لتوزيعها على كامل أوروبا وباعتبار الموقع الاستراتيجي لتونس ستكون هي المركز الذي ستمر به كل هذه الشحنات، وتم توقيع هذا الاتفاق مع وزارة  تكنولوجيات.

وكذلك أضاف البريد التركي تونس في بوابة التجارة الإلكترونية لعرض المنتجات التونسية في السوق الإلكترونية وتخضع بذلك لعملية البيع والشراء عبر الإنترنت، وسيتم طرح هذا المشروع ودفعه في الندوة العالمية للتجارة الالكترونية في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر في أنطاليا.

كما ستضع تركيا رسميا وفي منتصف الشهر الجاري حجر الأساس لمشروع محطة رادس لتوليد الكهرباء من الغاز الطبيعي، وهو مشروع مشترك وفيه المساهمة الأكبر لتركيا واليابان.

وقال دوغان إن الاستثمارات التركية التي تم الإعلان عنها في الندوة الدولية للاستثمار "تونس 2020" قد تم في الأغلب تفعيلها واستفادت منها تونس، من بينها الـ100 مليون دولار التي منحتها لتمويل المشروع المعروض، كما أن تركيا دعمت وساندت تونس ماديا في العديد من المجالات منذ سنة 2011 حيث بلغت قيمة هذه التمويلات مباشرة بعد الثورة ما يناهز الـ 500 مليون دولار؛ منها 200 مليون دولار وجهت لدعم الأمن واستقرار البلاد و100 مليون دولار منحتها تركيا لتونس في شكل هبات، و50 مليون دولار في شكل تمويلات نقدية منحت للحكومة، إلى جانب ذلك خصصت 50 مليون دولار لإنجاز مشاريع موجهة للإنتاج، فضلا عن المع والتجهيزات التي أسندت إلى البلديات وعدد من الوزارات التونسية والمخابر الصيدلية والطبية وفي حدود الـ 55 مليون دولار تمويلات فقط في السنتين الأخيرتين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!