نديم شنر - صحيفة بوسطا - ترجمة وتحرير ترك برس

رويدًا رويدًا بدأ ينكشف بشكل واضح دور تنظيم فتح الله غولن في عملية اغتيال السفير الروسي بأنقرة أندريه كارلوف قبل عام.

بحسب الوثائق والمعلومات التي ظهرت حتى اليوم فإن منفذ الهجوم الذي استخدمه تنظيم غولن هو الشرطي "مولود مرت ألاطاش".

عقب اغتيال السفير كارلوف يوم 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016، ظهرت ادعاءات عن ارتباط الشرطي بجبهة النصرة، أحد الفصائل المقاتلة في سوريا.

بل إن البعض وصفوه بأنه جهادي و"ذئب وحيد" يبدي احتجاجه على ما يجري في سوريا، واستدلوا على ذلك بالشعارات التي رددها عقب إطلاقه النار على السفير.

ولم يدخر عناصر تنظيم غولن وسعًا في التحرك على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل ترسيخ هذه الفكرة، ليظهر فجأة بيان منسوب إلى جبهة النصرة  يتبنى اغتيال السفير.

لم يمض وقت طويل حتى أعلنت قيادة جبهة النصرة ومسؤوليها الميدانيين أن البيان مزور، وأن الجبهة لا علاقة لها بعملية الاغتيال. 

الهدف هو الإيقاع بين تركيا ورسيا

وعندها اتضح أن الشرطي آلاطاش ليس جهاديًّا وذئبًا وحيدًا، وإنما قاتل مأجور في مؤامرة دولية كبيرة إلى حد نشر بيان مزور باسم جبهة النصرة حول العملية بعد اغتيال السفير. 

الهدف من المؤامرة كان مكشوفًا وهو توجيه ضربة قاضية إلى العلاقات التركية الروسية، التي بدأت تتحسن بعد إسقاط المقاتلة الروسية، وحتى إثارة حرب بين البلدين.

حال التعاون والعمل المشترك والثقة المتبادلة خلال التحقيقات بين المسؤولين الأتراك والروس دون وقوع الأزمة. وقدمت تركيا القرص الصلب الخاص بحاسوب القاتل ألاطاش إلى السلطات الروسية. 

ومن خلال البحث الخاص الذي أجراه خبراء روس تبين وجود ملفين في حاسوب آلاطاش، ورد فيهما اسم "فتح الله غولن"، و690 ملفًا ذُكرت فيها كلمة "الخدمة"، وأربع ملفات فيها "تنظيم فتح الله غولن، وملف واحد فيه عبارة "جماعة النور".

ولم يدع الخبر الروس للشك مكانًا فبحثوا عن كلمات "القاعدة" و"داعش" و"النصرة"، ولم يجدوا أي ملفات بهذه الأسماء. 

أبلغت السلطات الروسية المسؤولين في تركيا بهذه المعلومات، وأصدرت النيابة قبل فترة قصيرة مذكرة توقيف بحق شخص من تنظيم غولن، كان بمثابة المسؤول المباشر عن الشرطي القاتل. 

بمعنى أن التحقيقات تكشف دور تنظيم فتح الله غولن في عملية اغتيال السفير، إلى حد سيقنع القيادة الروسية بتورط التنظيم فيها. 

وعلى تنظيم غولن والولايات المتحدة التي تستخدمه وتحميه أن يفكرا من الآن فصاعدًا بما سيحدث مستقبلًا..

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس