ترك برس

ناقش برنامج "ما وراء الخبر"، على قناة الجزيرة القطرية، إعلان تركيا رفضها القاطع لخطط التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة المتعلقة بإنشاء قوة أمنية على الحدود شمال سوريا، تضم ميليشيات تعتبرها أنقرة إرهابية ومتّهمة بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين في المنطقة.

ورفضت تركيا خططا أميركية لإنشاء قوة أمنية حدودية شمال سوريا تتشكل من ثلاثين ألف مقاتل بمشاركة فصائل كردية بقيادة ما تعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية".

العمود الفقري لهذه القوات، هم مسلحو "حزب الاتحاد الديمقراطي" (بي واي دي)، الذي يعدّ ذراع "حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) المصنف في قائمة الإرهاب لدى العديد من دول العالم.

وهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بوأد هذا "الجيش الإرهابي" في المهد، وطالب القوات الأميركية بألا تقف في طريق الجيش التركي حتى لا تقع أحداث مؤسفة، في إشارة إلى اشتباك محتمل بين الطرفين، مؤكدا أنه "لا هدف لهذا الجيش سوى تركيا".

ويفترض أن تنتشر القوة الحدودية عند الحدود مع تركيا والعراق، وكذلك على نهر الفرات، وهو الحد الفاصل بين قوات سوريا الديمقراطية شرقا وقوات النظام والروس والمعارضة السورية غربا.

وفي هذا الصدد، وخلال مشاركته في البرنامج، نفى "دوغلاس أوليفنت" كبير الباحثين في قضايا الأمن القومي بمؤسسة أميركا الجديدة أن تكون الولايات المتحدة تستهدف تركيا من خلال خططها لإنشاء قوة أمنية حدودية شمال سوريا بمشاركة فصائل كردية بقيادة ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية.

وأوضح أن هناك خلافا جوهريا لواشنطن مع أنقرة يتمثل في أن الأتراك يعتقدون أن وحدات حماية الشعب الكردية هي امتداد لحزب العمال الكردستاني التركي، خلافا لواشنطن التي تعدهم حلفاء للسيطرة على الأرض في سوريا والحيلولة دون تمكن تنظيمات مثل داعش والقاعدة من استعادة السيطرة على الأراضي التي فقدوها.

واستبعد أوليفنت وقوع صدام مباشر بين الجنود الأميركيين والأتراك في شمال سوريا، معتبرا ذلك أمرا لا يمكن تصوره، "وإذا حدث فسيكون كارثيا وسيدخل واشنطن وأنقرة إلى أزمة فريدة من نوعها".

من جهته، اعتبر برهان كور أوغلو أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ابن خلدون التركية أن هدف واشنطن من إنشاء القوة المذكورة ليس محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لأنه انتهى في سوريا.

وأشار كور أوغلو إلى أن هذه القوة ستقسم سوريا وستعمل لمصلحة إسرائيل وستطرد العرب والتركمان من المناطق التي يعيشون فيها في شمال سوريا.

ووصف قوات حماية الشعب الكردية بأنها منظمة إرهابية وجزء لا يتجزأ من حزب العمال الكردستاني التركي الإرهابي، مؤكدا أن تركيا لا تريد أي منظمة إرهابية على حدودها مع سوريا تهدد أمنها القومي.

وقال إن الجيش التركي سيدخل خلال أسبوع إلى عفرين ومنبج، متوقعا أن تغادر القوات الأميركية- التي تدعم قوات سوريا الديمقراطية- المنطقة كي لا تحدث مواجهة مباشرة بين الجنود الأتراك والأميركيين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!