ترك برس

في ظل القيود البيروقراطية، تزدهر المدرسة الابتدائية التركية داخل السفارة التركية في طهران بـ 50 طالبًا و10 معلمين، في حين يقوم معهد يونس إمره التركي بتدريس اللغة التركية للإيرانيين من خلفياتٍ مختلفة.

بدلًا من الجرس، يتم تشغيل الأغنية الأخيرة للمغنية التركية ألينا تيلكي في نهاية الدرس. سرعان ما يخرج الأطفال من المبنى لقضاء استراحةٍ مدتها 10 دقائق فقط ليتجوّلوا في مكانٍ ضيقٍ للغاية بسبب وجود المدرسة داخل مجمع السفارة. كثيرًا ما يقوم الزوار رفيعو المستوى بزياراتٍ للسفير التركي، الأمر الذي يضع ضوابط أمام الأطفال لعدم إفساد أي حدثٍ دبلوماسي.

النظام التعليمي الإيراني صعبٌ للغاية بحيث لم يتم منح مدرسة تركية واحدة الإذن في أي مكان في البلاد. وعلى الرغم من ذلك، تم افتتاح المدرسة ولكن داخل مبنى السفارة التركية لتشكل مثالًا فريدًا منذ افتتاحها عام 2011 بحضور وزير الخارجية التركي آنذاك أحمد داود اوغلو ونظيره الإيراني جواد ظريف.

تُدار المدرسة من قبل وزارة التربية التركية، ولا يفقد الطلابُ الذين يتلقون التعليم هناك سنواتٍ تعليمية مقارنةً مع أقرانهم في تركيا، بل يُعاملون بالمثل تمامًا.

يستقر مدير المدرسة إيوب بياز في طهران من أجل المدرسة، ويسعى جنبًا إلى جنبٍ مع تسعة معلمين أرسلوا من تركيا لتحقيق أفضل النتائج وتوفير بيئة أكثر راحة للطلاب. ولكن بالتأكيد، يبقى موقع المدرسة داخل سفارة البلاد أمرًا يحد من راحة الطلاب والمدرسين، يقول إيوب: "إن هذا كل ما يمكننا القيام به في الوقت الحالي. وسنقوم بالتوسع في المستقبل لو أتيحت لنا الفرصة".

داخل المدرسة، لا شيء يختلف عن تركيا: لوحةٌ تحكي عن حياة مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية الحديثة، ولوحةٌ تذكاريةٌ أخرى للشهداء الذين فُقدوا في محاولة الانقلاب الفاشلة في الخامس عشر من تموز/ يوليو 2016، بالإضافة للصور والرسومات والقصائد القصيرة المرحبة بالزاور.

لا تختلف المواد التي تُدرّس للطلاب عن تلك التي تُدرّس في المدارس التركية، من الرياضيات والعلوم وحتى اللغتين الإنجليزية والتركية.

وعلى الرغم من أن النظام الإيراني لا يعطي الدولة التركية الضوء الأخضر لفتح المدارس التركية في أي مكان في البلاد، فإن معهد يونس إمره، المعهد الثقافي التركي الوطني، يوفر التبادل الثقافي واللغوي بين الشعبين، ويعمل على تعزيز الروابط بينهما.

يقول تورغاي شافاك رئيس فرع المعهد في طهران: "لقد تعلم أكثر من 7 آلاف إيراني اللغة التركية هنا منذ افتتاح المعهد سنة 2012". ويقدم المعهد دورات اللغة التركية في 12 مستوى مختلف، من A1 الذي يشكل أبسط المهارات اللغوية، وحتى C2 الذي يمنح الكفاءة الأكاديمية.

ومع ذلك، فإن عدد المتقدمين للدورات يعتمد على البيئة السياسية في تركيا وعلى العلاقة التركية الإيرانية أيضًا، حيث يوضح تورغاي: "عندما تتوتر العلاقات بين البلدين، فإن عدد المتقدمين لدراسة اللغة ينخفض بشكلٍ ملحوظ". وتحدث تورغاي عن انخفاض عدد الطلاب عندما وقعت محاولة الانقلاب الفاشلة في صيف عام 2016.

لا يقدم المعهد دوراتٍ للغة التركية فقط، إنما ينظم العديد من الأنشطة، كالمسرحيات والحفلات الموسيقية وأسابيع السينما التركية والمؤتمرات، فالمعهد يهدف بالدرجة الأولى لتقديم الثقافة التركية للعالم.

ويبدو أن المعهد سوف يستمر في التوسع من حيث عدد الطلاب الإيرانيين الراغبين في الحصول على دورات في اللغة التركية والتعرف على الثقافة التركية، فبفضل الأعمال الدرامية التركية، يوجد عددٌ كبيرٌ من المتحمسين للتعرف على هذا البلد وهذه الثقافة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!