ترك برس

تناولت صحف أميركية أبعاد الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة بشأن مناطق سيطرة ما يُعرف بـ"وحدات حماية الشعب" (YPG)، الذراع السوري لمنظمة "حزب العمال الكردستاني" (PKK) المصنفة في قائمة الإرهاب لدى البلدين.

صحيفة نيويورك تايمز، قالت إن جنرالين كبيرين بالجيش الأميركي زارا، الأربعاء، مدينة منبج السورية، التي حذر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من الوصول إليها عسكرياً للقضاء على التنظيمات الإرهابية.

وترى الصحيفة الأميركية، وفق موقع "هاف بوست"، أن زيارة الجنرالين لهذه المنطقة تعد رسالة لتركيا بأن واشنطن ستدعم قوات سوريا الديمقراطية الموجودة في منبج إذا ما واصلت تركيا عمليتها العسكرية من عفرين إلى هذه المدينة؛ مما قد يؤدي إلى اشتباكات بين جيشين عضوين في حلف الأطلسي؛ وهما التركي والأميركي.

وبحسب الصحيفة الأميركية، وصل الجنرالان إلى أطراف مدينة منبج السورية تُرفرف أعلام أميركية كبيرة على سيارتهما، على بُعد نحو 18 متراً من وجود قوات تركية.

وقال الجنرال جيمي جرارد، قائد العمليات الخاصة بالتحالف الذي تقوده أميركا في العراق وسوريا: "إنَّنا فخورون بوجودنا هنا، ونريد التأكُّد من معرفة الجميع ذلك"، بحسب الصحيفة الأميركية.

وقال الجنرال بول فانك، قائد التحالف كله، الذي كان برفقة الجنرال جرارد، "إذا هاجمتمونا، فسنردُّ بقوة، سندافع عن أنفسنا"، في إشارة إلى القوات التركية والفصائل السورية المسلحة التي تقاتل معها في عفرين.

وتعد الزيارة هي الأولى من نوعها لضبّاط كبار بالجيش الأميركي إلى الجبهة شمال سوريا منذ تهديد الرئيس التركي بمهاجمة مدينة منبج، واصفاً إياها بمعقل الإرهابيين، ومطالبته القوات الأميركية بالرحيل.

وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن الجنرالين الأميركيين رفضا الرحيل، مُحدِثَين بذلك إمكانية لنشوب صراع مسلح غير مسبوقٍ بين دولتين من حلف شمال الأطلسي (الناتو)؛ الولايات المتحدة وتركيا، فيما يُعَد أحدث منعطفات الحرب الدائرة في سوريا منذ 7 سنوات.

وكانت هذه المنطقة شمال سوريا خاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وتعاونت الولايات المتحدة وحلفاؤها من "YPG" في سوريا قبل أكثر من عام لطردهم.

وانتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدعم الأميركي لمنبج مجدداً الثلاثاء 6 فبراير/شباط، قائلاً في خطاب أمام حزبه (العدالة والتنمية): "إنَّهم يقولون لنا: لا تأتوا إلى منبج، لكنَّنا سنذهب إلى منبج لتسليم هذه الأراضي إلى مالكيها الحقيقيين".

في سياق متصل، قال مسؤولون أميركيون ومقاتلون أكراد مدعومون من أميركا، إن بعض العناصر المسلحة التي كانت تقاتل ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) تركت الجبهات وتوجَّهت إلى عفرين بعد التدخل التركي في المدينة السورية قبل أسابيع، بحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.

وبحسب الصحيفة الأميركية، عبَّر مسؤولون أميركيون مراراً عن قلقهم إزاء عملية "غصن الزيتون" التي يقوم بها الجيش التركي في مدينة عفرين (شمال غربي سوريا)، ضد "YPG"، على اعتبار أن هذه العملية قد تشتت الجهود أمام محاربة "داعش".

وقالت متخصصة بالشأن السوري في معهد واشنطن للدراسات: "كانت هذه النتيجة حتمية. اتبعت الولايات المتحدة استراتيجيةً ساذجة عندما ركَّزَت فقط على جانب واحد من المعركة السورية على أمل أن تبقى الحروب الأخرى المستمرة في سوريا بمعزلٍ عن المعركة التي تمنت الولايات المتحدة خوضها"، بحسب الصحيفة الأميركية.

وتواصل الولايات المتحدة دعم "قوات سوريا الديمقراطية"، التي يشكّل مسلحو "YPG" عمودها الفقري، قائلةً إن هذه القوات مهمة للحفاظ على استقرار المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم داعش.

وقال الكولونيل ريان ديلون، المتحدث باسم الحرب الأميركية ضد تنظيم داعش، إن الولايات المتحدة تراقب الوضع في عفرين وآثاره المحتملة على الحملة العسكرية ضد تنظيم داعش. وتابع: "لم أرَ أي تصدُّع في صفوف قوات سوريا الديمقراطية".

وترى تركيا أن ميليشيات "YPG" سوف تعتمد على الأسلحة التي أمدَّتها بها الولايات المتحدة، بعد الانتهاء من حرب داعش، في مواجهة تركيا، وشنّ عمليات داخل البلاد، ومن هذا المنطلق تشن أنقرة عمليتها العسكرية في عفرين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!