ترك برس

اشتهر عند اﻷتراك يوم القطط العالمي في 17 شباط/ فبراير، أُعلِنَ منذ 25 عامًا من قبل اﻹيطاليين، واشتهر هذا اليوم في بعض الدول لتسليط الضوء على أهمية القطط.

في يوم السبت 17 فبراير، شارك اﻷتراك صورا وفيديوهات مع قططهم الخاصة، أو القطط الضالة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، في حين قام البعض بتغذية أصدقائه من القطط في الشوارع .

يعيش الناس والقطط في تركيا جنبا إلى جنب. وتعتقد بعض الثقافات أن القطط لديها تسعة أرواح، بينما يعتقد آخرون أن لديها سبعة أرواح فقط. ويعتقد البعض أن لها تأثيرًا في الشفاء، وهناك من يعتقد أنها تجلب سوء الحظ.

كانت أعظم الحضارات التاريخية من اليونانية القديمة إلى الرومانية تُحب القطط وتحتفي بها، واعتقدوا أن الآلهة تقدم لهم بالمقابل حصادًا جيدًا، أو تحنط القطة وتدفن مع مالكها المغادر لتسافر معه إلى اﻵخرة. وكانت آلهة القطط الحقيقية في حضارة مصر القديمة "باستت"، ابنة إله الشمس، وكان كل من يؤذي القطط يحكم عليه بالإعدام.

وفي الوقت الحاضر أصبحت المخلوقات التي كانت المقدسة في الماضي صديقة مقرّبة من البشر، ومنها تعلّموا أشياء عديدة.

تشعر القطط ببيئتها من خلال شعيرات حساسة، ومن المعروف أنها بحواسها تدرك اﻷحداث قبل وقوعها في وقت لاحق مثل الزلازل والعواصف.

اﻷتراك والقطط

كانت و لازالت العلاقة بين اﻷتراك والقطط علاقة حميمة، ويعتقد أن الإنسان ألِفها منذ 5000 سنة، من خلال التغذية، والحب، والرعاية، كما قدمت للقطط فرص كثيرة في تركيا

حديقة حصرا للقطط

على سبيل المثال، افتتحت في مرسين العام الماضي أول حديقة أنشئت للقطط حصرا، وفيها كل ما تحتاجه القطط وكل ما يلزمها، ووضعت فيها بيوت صغيرة لنوم القطط براحة، وطعام وأوعية للماء وإضاءة من خلال ألواح شمسية.

وقامت السلطات المحلية بتثبيت كاميرات أمان حول الحديقة لمنع أي هجمات من الكلاب أو أي تهديدات أخرى. ووضعوا سياجًا معدنيًا حول الحديقة لمنع دخول أي إنسان أو حيوان، ومداخل صغيرة مصممة حصرا للقطط.

قرية القطط في جناق قلعة

تُعد قرية "the Kitty" في ولاية جناق قلعة مثالًا آخر على العناية بالقطط. هذه القرية موطن ومأوى للقطط الضالة، ويتلقى المريض منها العلاج من قبل أطباء بيطريين في القرية، وتشتمل على بيوت للقطط وأوعية لسقيها وأطعمة مختلفة خاصة بها.

مدينة القطط في سامسون

أنشئت منذ أربعة أعوام، وهي تضاهي فندق خمس نجوم للقطط، على أرض مساحتها 10 كيلومترات وسط غابة في ملجأ الحيوانات التابع للبلدية، حيث يتم جمع القطط وتعقيمها قبل إدخالها إلى بيتها الجديد، وفي أول أيامها كان عدد القطط 50 قطة، ويزيد العدد يوما بعد يوم.

مدينة قطط في أنطاكية

أنشأت مؤسسة هاتاي للطبيعة والحياة مدينة مخصصة للقطط المعوقة وحديثة الولادة والقطط غير المرغوب بها، في مدينة أنطاكية على أرض مساحتها 400 متر في حي أوداباشي، تبرع بها محبو الحيوانات المحليين.

فيلم تركي تحول إلى حقيقة

محمد أورهان وزوجته موجفان يعيشان في إسطنبول ويحبان الحيوانات، كان حلمهما إنجاز عمل يخدم البيئة، ويوفر وسطًا آمنًا لقطط الشوارع.

شاهدا الفيلم التركي "فيلسوف المزرعة" الذي يسرد قصة شخص سئم حياة المدينة المزدحمة، فترك كل شيء واتجه إلى الطبيعة.

شجع الفيلم الزوجين على تحقيق حلمهما، فباعا سيارتهما الخاصة،واتجها إلى الجنوب وبالتحديد إلى ولاية أنطاليا، واستأجرا قطعة أرض مساحتها دونمين كاملين، وقاما بجمع قطط الشوارع الضالة التي تبحث عن الدفء والطعام والشراب، وبدءا في شراء بعض اﻷخشاب والمستلزمات لنصب بيوت أطلق عليها اسم فيلات، وأحواض مياه فضلا عن مرافق وألعاب أخرى.

قاما محمد وزوجته بتأسيس جمعية حماية ورعاية حيوانات الشوارع في أنطاليا، بالتعاون مع محبي الحيوانات، وجذبت فكرته عشرات المتطوعين عقب ترويجه لها على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت قريتهما اهتماما وتعاطفا من اﻷهالي لدرجة تبرعهما بمبالغ مالية كبيرة دعما للمشروع.

رفض أورهان قبول أي مبلغ مالي مباشر، وطالب الراغبين بالتبرع لزيارة المشروع وتنفيذ دعمهم بأيديهم على اﻷرض.

وفي حديثه للاناضول قال أورهان: "كلما احتجنا إلى أطعمة أو أي مستلزمات، أنشر طلباتنا على المواقع وعلى الفور يأتي كثير من المتطوعين من ولايات مختلفة لتلبية احتياجاتنا".

فردا غولر إحدى المتطوعات،قدمت لزيارة القرية مع زوجها،وقالت: "أتينا لطلاء بعض البيوت والمساعدة في تلبية بعض احتياجات القرية"، مضيفة: "تنظم فعاليات في القرية باستمرار، نشوي خلالها اللحم، وأطعمة أخرى لنا وللقطط".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!