مجاهد الصوابي -  خاص ترك برس

"أطلقوا سراح 14الف إمراة سورية تواجه الموت والاغتصاب في سجون الأسد"

شهدت مدينة أنطاكية في ولاية هاتاي التركية الحدودية مع سوريا، مؤتمراً جماهيرياً ضخما شارك فيه أكثر من عشرة آلاف امرأة من 70 دولة من دول العالم وكلهن يرفعن شعاراً واحدا مرددين هتافا واحداً بإطلاق سراح كافة المعتقلات السوريات في سجون الأسد وبرحيل بشار.

كما عقدت نساء العالم المشاركات مؤتمرًا صحفيًا في نهاية قافلة الضمير؛ لمناصرة نساء سوريا المعتقلات، والتي انطلقت من إسطنبول صباح الثلاثاء الماضي وبها الفي امرأة انضم إليهن أكثر من ثمانية آلاف أخريات ليصل عددهن إلى أكثر من عشرة آلاف امرأة، كلهن يرفعن شعارا واحدا بالإفراج عن المعتقلات السوريات في سجون الأسد.

وقبيل إلقاء البيان الختامي للقافلة والاستماع إلى المتحدثات من مختلف دول العالم بالفعالية؛ طالب المنظمون جميع النساء المشاركات بالجلوس إلى الأرض وتقييد الجميع أياديهن بالحجابات كوضع تضامن رمزي مع المعتقلات بسجون النظام السوري، ورفعن أيديهن جميعاً وهن على نفس الوضع حيث شاركت المنصة 10 آلاف سيدة بالجلوس وتكبيل الأيدي... ثم وقمن جميعهن بفك هذا القيد كناية عن مطالبتهم الضمير العالمي والمجتمع الدولي والمنظمات الأممية وكل الأحرار والشرفاء في العالم بدعمهم والدفع باتجاه إطلاق سراح كافة المعتقلات الـ14 ألف في سجون النظام.

وفي البداية استعرضت الأسيرة المحررة من سجون النظام السوري ماجدة الشوربجي انتهاكات نظام بشار الوحشي ضد جميع أبناء الشعب السوري الرافضين للاستعباد والقمع والمطالبين بالحرية، مؤكدة أن 7 سنوات من عمر المرأة أشهر فيها الظالم بشار سلاح القتل والقهر واستعان بداعميه الروس والإيرانيين والمليشيات الطائفية؛ للقضاء على الثورة.

وقالت: "طوال 7 سنوات مضت ولم تنتهي الحرب، وما زال مئات الآلاف هناك مغيبون في السجون، وكل المعاجم لا يمكن أن تصف ما تعانية النساء السوريات من معاناة وعذاب.

واستعرضت الشوربجي تجربتها الذاتية كجزء صغير جدا مما تعانيه السوريات في سجون بشار حيث اعتقلت نهاية 2012 ووصفت الزنزانة التي لا تزيد عن مترين في مترين وأشبه بحمام صغير قضت فيها 7 أشهر مع عشرين آخرين بنفس الزنزانة، لا نستطيع النوم فعلا، "هذا بخلاف التعذيب الذي كنا نعانيه جسديا ونفسيا وسماع صريخ المعذبين للاستغاثة دون مجيب في أقبية السجون تحت الأرض.

وأضافت الشوربجي، أنها قُدِّرَ لها الخروج في صفقة تبادل أسرى و"لولاها ربما ما كنت موجودة الآن أو كنت في عداد الأموات، فخرجت أنا وظل زوجي 5 أشهر بعدي يعاني التعذيب والانتهاكات حتى وصلنا خبر وفاته تحت التعذيب."

وقالت إنها منذ خرجت من المعتقل وهي تناضل من أجل الحرية لجميع المعتقلين والمعتقلات، ولكل من هم تحت القصف في مثل هذا اليوم في الغوطة الشرقية ولكل امرأة معتقلة في سجون الطغاة في أي مكان في العالم. "ونقول لكل الطغاة إنكم تأسرون أجسادنا بينما أرواحنا تظل حرة طليقة."

ووجهت في نهاية كلمتها تحية لكافة الحرائر السوريات ووجهت شكرها لتركيا حكومة وشعبها لموقفها الرائع على نصرة المظلومين في سوريا والعالم.

رسائل البيان الختامي للقافلة

ومن جهتها ألقت الناشطة الحقوقية الكويتية حياة الشاتي البيان الختامي للقافلة والذي يحمل رسائل لكافة المعنييين ويحمل عنوان "الصراخ الصامت" قائلة: "نحن نساء جئنا من دول مختلفة من العالم من أجل حرية النساء المعتقلات في سجون سوريا، اللواتي يتعرضن للاعتقال التعسفي والانتهاكات الجنسية والتعذيب... جئنا من دول مختلفة وثقافات مختلفة ومهن مختلفة من أجل قافلة الضمير التي بدأت من إسطنبول الى هاتاي."

وأضافت الشاتي: "بدأت قافلتنا بأعداد كبيرة ثم أصبحت سيلاً بشرياً، صوتنا وصل إلى كل أنحاء العالم... وعندما نُسأل لماذا جئتم من مختلف أنحاء العالم، نقول: جئنا من أجل الوقوف في وجه الطغيان والظلم الذي يقع على أخواتنا وأطفالنا، نحن الآن في السنة السابعة من الحرب في سوريا، فيكفي قتلا وآلاما ويجب أن يسود السلام في كل مكان من العالم، لأنه الأفضل للإنسانية".

وتابعت قائلة: "لكننا نحن كنساء لا نستطيع أن نوقف الحرب، ورغم ذلك فإننا نصرخ بأعلى صوتنا ليبقى هناك أخلاق وحقوق في سوريا... فحتى اليوم يستخدم الاغتصاب كسلاح في الحرب، نحن نتعجب أين ذهبت إنسانيتنا؟ كل طفل مات متألماً بالسلاح الكيميائي، وكل امرأة تسجن ظلماً يجعلنا نفقد أملنا أكثر فأكثر في مستقبل مشرق للإنسانية."

"كل يوم نكتشف طرقاً جديدة أكثر وحشية للتعذيب، والعالم يتسابق من أجل صناعة الأسلحة الأكثر فتكاً في البشرية، ونحن نخشى أن نفقد إنسانيتنا ومستقبلنا، وأن الذي يظن أنه سينتصر بسجن وتعذيب النساء والأطفال يجب أن يفهم بأنه لن يبني مستقبلاً بدماء ودموع المعذبين."

"اوقفوا استخدام الاغتصاب كسلاح"

تتابع الشاتي: "إن قافلة الضمير التقت بالحب والرحمة والإصرار من أجل حماية جميع النساء والأطفال من غير تمييز في الدين والعرق واللغة، ونحن كنساء نطلب من العالم أن يسمع صراخنا الصامت... أوقفوا الآن استخدام اغتصاب النساء كسلاح في الحرب، وأوقفوا الآن تعذيب النساء بدون رحمة، وأطلقوا سراح أخواتنا النساء في سجون سوريا، دعوهم يعودوا إلى بيوتهم وأهليهم، وأطلقوا سراحهم الآن كي نعود نحن بشيئ من الأمل."

وتقول: "بالنسبة لنا إن العالم الذي ينادي بحرية الإنسان والحفاظ على كرامته لا يمكن أن يكون كذلك إلا بإطلاق سراح المعتقلين من النساء والأطفال في سوريا، أيتها الأخوات المعتقلات في سجون سوريا نحن نساء العالم في يوم المرأة العالمي قمنا بهذه المسيرة حتى ما بقي زعيم ولا حكومة ولا منظمة؛ إلا وسمعوا نداءنا وصوتنا."

"على إيران وروسيا ألا يكونوا قتلة وسفاحين"

وتضيف الشاتي: "نحن الآن ننتظر خيار أصحاب القرار، خاصة إيران وروسيا والأسد؛ إما أن يذكروا في التاريخ كقتلة وسفاحين أو أنهم سيرجعون عن أفعالهم... ونؤكد للمعتقلات الكريمات أن رحلتنا إليهن في اليومين الماضيين جمعتنا، ولن نتخلى عنكن وصوتنا ليس ضعيفاً؛ بل هو قويٌ بسبب قوتكن وعزتكن وكرامتكن، وإرادتنا ليست ضعيفة ولكنها قوية بسبب إرادتكن القوية."

"وبرغم الظلم الصارخ الذي يقع عليكن لن ندعكن لأنكن قويّات ترفضن الاستسلام؛ فهذه ليست نهاية المسيرة بل هي البداية".

البيان باللغات الثلاث إنجليزية وعربية وتركية

من جهتها تلت الناشطة الدولية الحقوقية إيفون ريدلي نص البيان الختامي باللغة الإنجليزية؛ بينما تلت نص البيان باللغة التركية الحقوقية الناشطة التركية نائب رئيس منظمة العدالة وحقوق الإنسان التركية جولدن سونماز.

ثم بدأت بعد ذلك تلقي كلمات المشاركات من مختلف دول العالم في الفعالية، حيث تحدثت من الجانب التركي رئيسة المجلس الوطني التركي للمرأة بالعاصمة أنقرة حبيبة أوتش آل والتي أكدت على "وقوف الشعب التركي وفي القلب منه المرأة التركية إلى جانب المعتقلات والمظلومات من الأخوات السوريات في سجون الأسد ولن يتخلين عن دعمهن حتى يرفع عنهن الظلم."

كلمة المعتقلات السوريات

ومن جهتها ألقت سائحة البارودي الناشطة السورية والمعتقلة السابقة بسجون النظام كلمة المعتقلات السوريات، وجهت فيها تحية صمود لجميع المعتقلات وأكّدت على حقهن في التمتع بالحرية.

وقالت لـ"ترك برس" إنها توجه تحية شكر وتقدير لكل من تجشم عناء السفر والاشتراك في القافلة من أجل الدفاع عن حق السوريات الأسيرات بسجون الأسد وقطعوا مئات الآلاف من الأميال من جنوب أفريقيا وأمريكا اللاتينية وغيرهم.

"نطلق صيحتنا للعالم اننا خلقنا أحرارا وسنظل احرارا"

ومن بريطانيا تحدثت الحقوقية البريطانية صايفا كيشي مؤكدة دعمها الكامل للمرأة السورية المعتقلة ودعت النساء المشاركات ليكن قويات بما يكفي حيث أن النساء قادرات باتحادهن على تغيير العالم إلى الأفضل.

ومن أوكرانيا أكدت أولجو أوجومونز النائبة البرلمانية الأوكرانية أنها ضد الوحشية والهمجية التي يتحرك بها نظام بشار الأسد ضد المرأة، مؤكدة أنها وجميع نساء أوكرانيا عاشوا في بلادهم أوضاعاً مشابهة وذلك يجعلها تشارك بقوة في هذه القافلة وترفع صوتها إلى جانب عشرة آلاف امرأة جئن إلى هاتاي.

وأضافت أنها هنا ممثلة للنساء الأوكرانيات اللاتي عانين من القمع من قبل وتعرضن للاغتصاب والاعتقال والقتل على يد الصرب مطلع التسعينيات؛ ومنذ ذلك الوقت قررت ربات البيوت المشاركة في الحياة السياسية حتى لا يتكرر ما تعرضوا له من قبل؛ لا سيما وأن الرجال تم اعتقالهم عن بكرة أبيهم وقتل أعداد كبيرة منهم في حرب البلقان على يد الصرب "من أجل الحرية التي خاضتها بلادنا للتحرر من النظام الشمولي."

وحذرت أولجو نظام الأسد من الاستمرار في عمليات القمع والاغتصاب، مشيرة إلى أن العالم وفي القلب منه النساء سيناضلن من أجل إطلاق سراحهن ورحيل نظامه الظالم، وقالت: "كفى للأسد عليه أن يرحل."

ومن أفغانستان أكّدت الناشطة غوبيرة أيوبي دعمها للنساء السوريات "اللاتي يتعرضن لأبشع أشكال العنف والقمع وتنتهك كافة حقوقهن في ذكرى اليوم العالمي للمرأة."

وأضافت أنها جاءت إلى الحدود السورية التركية لترسل رسالتها "قاطعة مئات الآلاف من الأميال من أجل الوقوف إلى جانب المظلومات والدفاع عنهن ورفع الصوت عاليا للإفراج عنهن ووقف كافة أشكال القمع بحقهن، وأحمل رسالة المرأة الأفغانية التي عانت من قبل."

ومن جهتها، أكدت البرلمانية الباكستانية على نفس الرسالة والدعم الكامل من الشقيقات الباكستانيات للسوريات المعتقالات مطالبة بوقف نظام بشار ورحيله عن سدة الحكم وإطلاق سراحهن.

ومن جنوب افريقيا، قالت إحدى أفراد عائلة مانديلا إن جميع النساء في جنوب أفريقيا كُنّ يُردّدن شعارا واحدا في النضال من أجل حقوقهن وهو "أماندا" والتي تعني القوة للمرأة، والتي تستمد منها الصمود للمواجهة والنضال من أجل الحقوق المفقودة، وقالت: "يجب على السوريات أن يتحركن اليوم، وعلى الضمير العالمي أن ينتبه لما يجري في سوريا وليعلم أنه حان الوقت الآن لنقول لكل هذا القمع وهذه البشاعة لنظام الأسد توقفي وارحل أيها الديكتاتور."

وأضافت: "إنني أشعر بالأسف لكل النساء السوريات اللاتي تعرضن للقمع والاغتصاب والظلم، ونقول لهن إن هذا شيء بشع مريع، يجب على كل المسؤولين في العالم أن يتحركوا من أجل إيقاف ذلك وإطلاق سراح هؤلاء المعتقلات وإنقاذ حياتهن من موت محقق على يد هذا النظام الوحشي الذي فقد مشروعيته."

ومن دولة البوسنة تكلمت إحدى أمهات سربينتسا لتحكي ما عانته النساء البوسنيات على يد الصرب المتوحشين في تسعينيات القرن الماضي وكيف عانين كل أشكال القمع وهو ما دفعها للمجيء،... وتقول للمعتقلات السوريات: "أنتن لستن وحدكن ونحن معكن".

كما تحدثت ناشطات من كل من قطر وتشيلي، ومن جنوب أفريقيا تحدثت ناشطات عن دور المرأة في جنوب أفريقيا في نضالها ضد نظام الفصل العنصري في بلادهن وكيف كان لهن دور كبير في التخلص منه بعد أن استمر هذا النظام البغيض 55 عامًا. وقُلن للنساء السوريات في ذكرى اليوم العالمي للمرأة: "لا تيأسن سوف تحصلن على حريتكن، وما مجيئنا اليوم إلا من أجل أن نقول للضمير العالمي ولكل الإنسانية التي تغمض عينيها عن الفظائع في سوريا: قد آن الأوان لكي يطلق سراحكن ويتم الضغط على نظام الأسد المجرم من أجل إطلاق سراحكن".

زوجة المستشار الإعلامي للرئيس مرسي

ومن مصر تحدثت أم حبيبة والدة الشهيدة الصحفية المصورة حبيبة في ميدان رابعة على يد قوات السيسي عقب الانقلاب العسكري في مصر. ووجهت شكرها لتركيا وأكدت أن الجميع اليوم سوريين، ودعت "الضمير الإنساني والمجتمع الدولي الذي لا يسمع ولا يرى، ورسالتنا لمن يستحقها ممن دفع من دمه وعرضه ثمنا للحرية والديمقراطية، ولو كانت ابنتي حية بيننا الآن ما تخلفت عن التضامن مع أخواتها السوريات ولكنها فارقت الحياة قتلها الجيش المصري كما يقتل بشار السوريات."

وأطلقت أم حبيبة صيحة وردد وراءها الحضور: "آن الأوان لإطلاق سراح المعتقلات... آن الأوان لإطلاق سراح المعتقلات...".

كلمة فلسطين

ومن فلسطين تكلمت أم حرير الفلسطينية عن الأسيرات في سجون الاحتلال الصهيوني وعن المرابطات في القدس الشريف، وقالت: "كما خرجت أحلام التميمي رافعة الرأس ستخرجن أيتها الأخوات السوريات رافعات الرأس، ومن سجون فلسطين إلى سجون حمص وسوريا، ولكن الرب هو هو والحق هو هو ولا نيأس وعين الله لا تنام فالقدس عاصمة فلسطين وأهلها يوجهون رسالة مدوية لإطلاق سراح المعتقلات في سجون الأسد."

كلمة العراق

ومن العراق أكدت إسراء السمرائي: "إننا نعلن باسم نساء العراق تضامننا الكامل مع السوريات صارخين كما صرخت السيدة المسلمة في غابر التاريخ وا أختاه... وا أختاه، ولن نتخلى عن أخواتنا السوريات، ونقول شكرا تركيا شكرا تركيا على وقوفها إلى جانب المظلوم وشكرا للشعب التركي الذي يحتضن مثل هذه الفعالية.

كلمة فرنسا

ومن فرنسا قالت هبة الجابري: "أنا هنا ممثلة لنساء الجاليات العربية والإسلامية في فرنسا لنقول جميعا لا لاستمرار الاعتقالات في سوريا، وأطلقوا سراح النساء السوريات المعتقلات"، مشيرة إلى أنها ترى "الصمود والقوة في عيون المشاركات وأنهن سيحققن إيصال رسالتهن إلى العالم".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!