ترك برس

وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ممارسات رئيس وزراء إسرائيل آرييل شارون ضد الفلسطينيين "بإرهاب الدولة" بعد اغتيال مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي.

اغتيل الشيخ أحمد ياسين يوم 22 آذار/ مارس 2004، وبعد ذلك بأقل من شهر تم اغتيال الرنتيسي يوم 17 نيسان/ أبريل 2004. ولم يبدأ دعم الأتراك للقدس في عهد أردوغان بل قبل ذلك بكثير منذ عهد السلطان سليمان القانوني، والذي لا يزال أحد أهم شوارع القدس يحمل اسمه حتى يومنا هذا.

زاد الاهتمام بالقدس في عهد السلطان عبد الحميد الثاني الذي كان أحد أهم أسباب خلعه هو رفضه لبيع فلسطين لليهود. وساهم نجم الدين أربكان مساهمة كبيرة في دعم فلسطين والقدس، وقال عنها: "فلسطين ليست للفلسطينيين وحدهم ولا للعرب وحدهم، وإنما للمسلمين جميعا".

أما عن الشعب التركي فإن مكانة القدس في قلوب أبنائه سرّ بديع قديم، فما أن يسأل التركي أي شخص عربي "من أين أنت؟" ويجيبه "فلسطيني" حتى يلمع في عينيه بريق قلّ ما تراه في عيون غيره.

وفي شوارع إسطنبول خاصة في منطقة الفاتح ترى لافتات عليها صور مناضلين فلسطينيين، كما كتب على الجدار بخط كبير "القدس إسلامية" مع توقيع رابطة شباب الأناضول التي تنظم فعاليات متكررة عن فلسطين والقدس.

أما علم فلسطين، فهو حاضر بقوة، ليس في الفاتح فقط وإنما في منطقة أمينونو، وفي حي تقسيم ومعظم الأحياء الأخرى إلى جانب العلم التركي.

ويهتم اﻷتراك بزيارة القدس والتعرف عليها، ويتواجدون فيها بأعداد غفيرة في ليلة اﻹسراء والمعراج.

الشيخ أحمد ياسين

هو القائل: "فلسطين أرض إسلامية، لا يملك أحد أن يتنازل عنها". يتمتع الشيخ بمكانة روحية وسياسية متميزة في صفوف المقاومة الفلسطينية، ويعد رمزًا من رموزها".

ولد أحمد ياسين بعد شهور من اغتيال عز الدين القسام، أهم مقاومي الاحتلال الذي استشهد في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 1935 في يعبد، في قرية "جورة عسقلان" عام 1936. وتوفي والده وهو ابن خمس سنوات،أجبر على الهجرة بصحبة أهله في 1938.

عانى من مرارة الجوع والفقر، وكان يجمع مع أقرانه بقايا طعام الجنود المصريين في غزة ليأكله مع أسرته. واضطر لترك المدرسة مدة عام ليعيل أسرته ثم عاد إليها.

تعرض أحمد ياسين في السادسة عشر من عمره لحادثة خطيرة أصيب على إثرها بالشلل في عام 1952، باﻹضافة لمعاناته من عدة أمراض منها فقده لبصره في العين اليمنى من ضربة رجل مخابرات إسرائيلي إبان التحقيق معه.

ولم يكن ذلك حائلًا دون إنهائه لدراسته الثانوية في عام  1958، وتمكن من الحصول على عمل رغم إصابته ليعيل أسرته.

تسبّبت مهارته الخطابية في ظهور نجمه ولمعانه، فاعتقلته المخابرات المصرية عام 1965 مدة شهر في زنزانة انفرادية. وأفرج عنه بعد أن ثبت عدم انتمائه لجماعة اﻹخوان المسلمين. عَمّقَ هذا الاعتقال كراهية الظلم في نفس أحمد ياسين.

نشاطه السياسي

احتلت إسرائيل أراضٍ فلسطينية وقطاع غزة بعد هزيمة 1967، وألهب الشيخ مشاعر المصلين من منبر مسجد العباسي. ونشط بجمع التبرعات ومعاونة أُسَر الشهداء، وعمل بعدها رئيسًا للمجلس اﻹسلامي في غزة.

أمرت السلطات اﻹسرائيلية باعتقاله في عام 1982 بتهمة تشكيل تنظيم عسكري وحيازة أسلحة، وحُكم بالسجن 13 عامًا. أطلق سراحه بعد 3 أعوام في عملية تبادل للأسرى.

اعتنق الشيخ أفكار جماعة الإخوان المسلمين التي أسسها "حسن البنا" عام 1928 في مصر. فاتّفق مع مجموعة من قادة العمل اﻹسلامي ممن يعتنقون اﻷفكار نفسها على تأسيس تنظيم لمحاربة الاحتلال اﻹسرائيلي بغية تحرير فلسطين.

وأطلق عليه اسم حركة المقاومة اﻹسلامية "حماس"، وكان له دور مهم بالانتفاضة الفلسطينية التي اشتهرت بانتفاضة المساجد، ويعتبر الشيخ الزعيم الروحي لها.

وفي عام 1988، قامت السلطات الإسرائيلية بمداهمة منزله وتفتيشه وتهديده بالنفي إلى لبنان. وبعد ازدياد عدد قتلى اﻹسرائيليين والعملاء الفلسطينيين، اعتقل الشيخ مع المئات من أعضاء "حماس" في 18 أيار/ مايو 1989. وتمّت محاكمته يوم 16 تشرين الأول/ أكتوبر 1991 وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة إضافة إلى 15 عامًا أخرى، بتهمة التحريض على اختطاف وقتل جنود إسرائيليين ولتأسيسه حركة "حماس".

إطﻻق سراحه واستشهاده

وفي عملية أخرى لتبادل اﻷسرى في 1 أكتوبر 1997 جرت بين اﻷردن وإسرائيل عقب المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس في عمان، أفرج عن الشيخ وفرضت السلطات الفلسطينية اﻹقامة الجبرية عليه عدة مرات.

وفي 22 مارس 2004، قامت مروحية أباتشي بإطلاق ثلاثة صواريخ على الشيخ المقعد في أثناء خروجه من مسجد المجمع اﻹسلامي بحي الصبرة في غزة. وعلى أثر ذلك، استشهد الشيخ أحمد ياسين، ومعه 7 من رفقائه و جرح اثنان من أبنائه.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!