يغيت بولوت – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

تستمر الهجمات العدوانية تجاه الرئيس أردوغان من الداخل والخارج التركي، ربما يتم التمويه وإظهار القدس على أنها الهدف الرئيس لهذه الهجمات، ولكن في الواقع إن الهدف منها هو تشكيل موجة جديدة ضد نهضة العالم الإسلامي.

لا يمكن الفصل بين هذه المسألة والهجمات التي تتعرض لها تركيا منذ سنة 2013 إلى الآن، لأن الغاية الأساسية من هذه الهجمات واضحة للعيان، وهي زعزعة توازن الحرية والسلام السائدة في تركيا والمنطقة، والوقوف في وجه تأسيس وتعميم هذه المفاهيم، والاستمرار في استنفاذ الطاقة التركية على جميع الأصعدة وعلى رأسها المجال الاقتصادي، ويتوضّح إصرارهم على الوصول إلى هذه الغاية من خلال محاولة احتلال تركيا في 15 تموز/يوليو، إضافةً إلى الهجمات المنفّذة ضدها.

لنتوسّع في هذه المسألة قليلاً، وننتقل من خصوصيات تركيا إلى القضايا العالمية، وفي هذه النقطة يجب العودة إلى 11 أيلول/سبتمبر 2011 والاستمرار في الحديث بناء على أحداث ذلك اليوم، إذ لا يمكن اعتبار تطورات11 أيلول/سبتمبر مجرّد حادثة إرهابية، إنما يجب البحث عن أوجه الشبه بيها وبين الهجمات الإرهابية المنفّذة في فييتنام وكوريا والعراق، هل كان قتلى هذه الأحداث ضحايا للإرهاب؟ أم كانوا عبارةً عن أرقام يتم تداولها ضمن حسابات ومخططات القوى التي تسعى إلى تغيير العالم؟ إن كان الأمر كذلك فهل يمكن لهذا النظام والعوامل المؤثرة به أن تصل إلى هذه الدرجة من الوحشية؟ ما الذي يهدفون إلى القيام به في تركيا والشرق الأوسط من خلال استخدام التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم الكيان الموازي وبي كي كي وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية؟

الآن لنعد إلى التأثير العالمي للصراع الناشب في أمريكا بين الأساس المبني على القوة العسكرية والنموذج المبني على القوة الاقتصادية  خلال الـ 60 سنة الأخيرة، الإنفاق العسكري الذي قامت بها أمريكا والدول التي حاولت ونجحت في احتلالها والرؤساء الذين قاوموا هذه المحاولات والاغتيالات السياسية والزعزعة التي شهدها النظام العالمي نتيجة هذه الأحداث، جميع هذه التطورات وقعت بين سنوات 1945-2001، وانعكست على العالم بالشكل المذكور، ولكن في الواقع لم يكن لها أي جانب رسمي ومشروع، بل كانت عبارة عن صراع سرّي للقوى العالمية.

إذاً أي مجموعة ستتمكّن من السيطرة على أمريكا والعالم بعد الآن؟  هناك مجموعتان بارزتان لم تصل أي واحدة منها إلى أفضلية على الأخرى، الأولى هي التي تعتمد على استخدام القوة العسكرية في النظام العالمي الجديد، والثانية هي التي تحوال الحفاظ على بقاءها في النظام العالمي القديم، وفي هذه النقطة نعود إلى عبارة "العالم أكبر من 5" التي يستخدمها الرئيس أردوغان خلال خطاباته السياسية مشيراً خلالها إلى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمم المتحدة.

أفاد أردوغان بوصف جديد للنظام العالمي الجديد من خلال عبارة "العالم أكبر من 5"، ودفع بدولته إلى التقدّم في هذا الصدد، لكن ذلك لا يغيّر حقيقة الهجمات التي تتعرض لها تركيا على جميع الأصعدة منذ سنة 2013، والنتيجة هي أن القوى المدبّرة لهذه الهجمات ستبوء بالفشل، وتكون نهايتها عبرةً للعالم بأجمعه، ولن تستطيع الوقوف في وجه تقدّم تركيا وتطورها في جميع المجالات، لأن الأخيرة أدركت قدرتها على التحوّل إلى قوة عظمى خلال الـ 15 سنة الأخيرة، وقريباً ستدرك أن العالم أكبر من 5 بالفعل.

عن الكاتب

يغيت بولوت

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس