ترك برس

أشارت تقارير إعلامية إلى أن "هيئة تحرير الشام" المسيطرة على معظم محافظة إدلب السورية، أمام أمرين، أولهما الصدام العسكري مع الفصائل المتحالفة مع تركيا، والثاني أن تحل نفسها وينضم عناصرها إلى "الجيش الوطني" المشكل في الشمال السوري.

ووفق وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء، فإن ملف "هيئة تحرير الشام" أصبح في عهدة الجانب التركي، الذي طلب من الروس مهلة تمتد حتى الرابع من سبتمبر/أيلول القادم ريثما يقنع هذا الفصيل بحل نفسها والاندماج مع باقي فصائل المعارضة المسلحة، الأمر الذي قد يمنع هجوم الروس والنظام السوري على إدلب.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده تجري مباحثات مشتركة مع الروس والإيرانيين في إدلب لتجنب وقوع كارثة مماثلة لما حدث في محافظة حلب قبل أشهر.

وقالت شبكة الجزيرة إن الأحداث والتطورات العسكرية تتسارع في إدلب التي باتت حديث الساعة بعد الأنباء المتواترة عن الاستعداد لمعركة يخوضها النظام وحلفاؤه للسيطرة على آخر معقل مدني للمعارضة السورية، ويعزز تلك الأنباء الحشود العسكرية التي يرسلها النظام إلى محيط المحافظة.

ويبدو أن مستقبل إدلب أصبح مرهونا بالخطوات التي ستتخذها تحرير الشام في الأيام المقبلة، ففي حال قبولها بحل نفسها والاندماج مع الفصائل العسكرية قد تجنب المنطقة أي عمل عسكري، وفق تقرير الجزيرة.

ويتذرع النظام السوري وروسيا بوجود تحرير الشام لبدء العمل العسكري تجاه إدلب، كونها مصنفة على لوائح "الإرهاب" ومستثناة من اتفاق "خفض التوتر" الموقع بين الدول الضامنة (تركيا وإيران وروسيا).

المعارض السوري الدكتور زكريا ملاحفجي رجح أن تحل تحرير الشام نفسها نتيجة إرهاصات ومؤشرات لذلك، فهناك ضغوط تركية وضغوط من الشارع، والظرف العام يقود لذلك، وإن حلت نفسها فسوف يتجه عناصرها فرادى باتجاه فصائل المعارضة.

واعتبر ملاحفجي في حديث للجزيرة أنه في حال حلت تحرير الشام نفسها فلن يبقى للروس والنظام مسوغ للهجوم العسكري، مضيفا أن إدلب قد تشهد حالة مشابهة لمناطق درع الفرات المدعومة من قبل تركيا، والأمر لن يحسم قبل لقاء يجمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في سبتمبر/أيلول القادم، بحسب المعارض السوري.

ورأى ملاحفجي أنه في حال هاجم الروس والنظام إدلب سوف تفتح بوابة جهنم في المنطقة، كون جميع رافضي المصالحة مع النظام اجتمعوا في إدلب وريفها، وهي المنطقة المفتوحة على ريفي اللاذقية وحماة الخاضعين للمعارضة المسلحة، وخنق المنطقة عسكريا ما سيشكل حالة من المقاومة الشديدة ضد أي هجوم محتمل، حسب وصفه.

على الجانب الآخر، نفى المتحدث باسم هيئة تحرير الشام عماد الدين مجاهد الأنباء التي تتحدث عن نية حل الهيئة نفسها، معتبرا أنها "إشاعات لا تمت للحقيقة بصلة".

وأكد أن تحرير الشام تسعى للوصول إلى حل ناجع في الشمال السوري، يحفظ المدنيين من هجوم محتمل للنظام وحلفائه، مضيفا أن "موضوع حل الهيئة -إن صح- فهو أمر داخلي يناقش داخل مجلس شورى الهيئة بما يحقق أهداف الثورة".

بدوره، أكد المتحدث العسكري باسم "الجبهة الوطنية للتحرير" النقيب ناجي المصطفى أن المعارضة مستعدة لصد أي هجوم للنظام على إدلب، وعناصرها على أهبة الاستعداد والجاهزية القتالية للمعركة وتكبيد قوات النظام الخسائر الفادحة.

وأشار المصطفى إلى أن تهديدات النظام بالهجوم على إدلب ما زالت قائمة، من خلال حشد قواته وتموضع مرابض المدفعية الثقيلة، إضافة إلى تحليق طيران الاستطلاع فوق الجبهات.

وفيما يخص مستقبل هيئة تحرير الشام في الشمال السوري، رد النقيب المصطفى أنه لا معطيات لديه كي يتحدث عنها حول الموضوع.

ولا تزال حالة الترقب والقلق تسيطر على المدنيين في إدلب، نتيجة التجاذبات السياسية والعسكرية في المنطقة، ويشعر الناس بالخوف من مصير مجهول في حال تنفيذ النظام السوري لتهديداته كما حدث في سيناريوهات مشابهة في درعا (جنوبي سوريا) وقبلها غوطة دمشق الشرقية وحلب(شمال).

وتحتضن المحافظة مع الشمال السوري قرابة 3.8 ملايين نسمة، 40% منهم من النازحين من حمص (وسط) ودمشق ودرعا، وفق مجموعة "منسقي الاستجابة في سوريا".

وأعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "استيفان دوغريك"، الخميس، أن الأمم المتحدة تجري حاليا اتصالات مكثفة وعلى كافة المستويات مع كل من تركيا وإيران وروسيا (ضامني مسار أستانا)، بهدف تجنب المزيد من المعاناة الإنسانية في إدلب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!