ترك برس

وصفت إذاعة "دويتشه فيله" الألمانية إقناع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بإقامة منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، بأنه "انتصار دبلوماسي".

وقالت الإذاعة في تقرير إنه انتصار دبلوماسي لاردوغان الذي تمكن من إقناع الرئيس الروسي خلال زيارة قصيرة إلى مدينة سوتشي بإقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب معقل المعارضين حتى 15 أكتوبر/ تشرين الأول القادم.

وحسب الاتفاق، يتوجب على جميع مقاتلي المعارضة مغادرة هذه المنطقة بعرض 15 حتى 20 كيلومترا، كما يتوجب عليهم تسليم أسلحتهم الثقيلة. ومن المتوقع أن يراقب جنود أتراك والشرطة العسكرية الروسية بصفة مشتركة المنطقة.

ورجح عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، بعد اللقاء أن الهجوم على إدلب غير وارد بعد الاتفاق.

خبير الشرق الأوسط من منظمة العفو الدولية، إلياس صليبا، أوضح في حديثه لـ"دويتشه فيله"، أهمية وجود حل سلمي دائم في إدلب لاسيما بالنسبة إلى السكان المدنيين.

ويقول صليبا: "على الأٌقل، إن حياة مليوني ونصف من الناس الذين يعيشون في المنطقة أو فروا إليها خلال السنوات الأخيرة في خطر".

ويضيف: "على أساس تطورات الحرب المعهودة نعرف أنه إثر الهجمات السابقة مثلما حصل في حلب أو الغوطة الشرقية تألم السكان المدنيون هناك تحت القصف العشوائي بالبراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والغازات السامة".

ويأتي تدخل الرئيس أردوغان لدى الرئيس الروسي في إطار المصالح الاستراتيجية، فمن جهة تدعم أنقرة التي تعارض منذ بداية الحرب الرئيس بشار الأسد جزءا من المعارضة السورية.

وإلى جانب الكارثة الإنسانية دفعت الحكومة التركية خطر تدفق المهاجرين بأعداد كبيرة إلى أعلى المستويات الدبلوماسية. وهذا ما أوضحه مصطفى ينروغلو من حزب العدالة والتنمية قبل لقاء أردوغان وبوتين.

فأكثر من 10.000 شخص كانوا سيُجبرون على الهرب، كما أعلن عضو قيادة حزب العدالة والتنمية مضيفا: "إدلب محافظة متاخمة للحدود مع تركيا، وهي آخر منطقة من مناطق خفض التوتر..

ولذلك فإنه من الطبيعي أن يتحرك الناس منها نحو تركيا في حالة الحرب، وهو أمر كان سيجلب معه كوارث إضافية كبيرة".

وقالت الإذاعة الألمانية إن هناك دافع إضافي للتحرك الدبلوماسي التركي لم يكشف عنه ينروغلو هو أن الحكومة التركية تريد في كل الأحوال منع قيام منطقة كردية مستقلة على الحدود مع تركيا.

واعتبرت أن "الحكومة في أنقرة  تخشى أن يدعم الأكراد في سوريا الأقلية الكردية في تركيا. ومن أجل التوصل إلى إجماع حصل منذ بداية سبتمبر/ ايلول الجاري لقاء قمة بين تركيا وروسيا وإيران انتهى بدون نتائج".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!