سيفيلاي يالمان – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

تحول اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول إلى قضية ستسبب اندلاع حرب دولية. 

صدرت أولًا عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وبعده عن نظيره الأمريكي دونالد ترامب تصريحات شديدة اللهجة حذرا فيها السعودية من مغبة اختفاء خاشقجي. 

في أعقاب ذلك، أصدرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا بيانًا مشتركًا، أعربت فيه عن مطالبتها بحل قضية اختفاء خاشقجي في أسرع وقت ممكن. 

لكن على الرغم من كل ذلك يبدو الجانب السعودي في غاية الراحة. وعوضًا عن تحمل مسؤوليته في الحادثة يرد على التصريحات الشديدة بتصريحات أشد. 

المواقف الصادرة عن الرياض رفضت "تهديدات" ترامب وقالت إن أي إجراء سيُتخذ ضدها سيُواجه بإجراء أشد. هذا الموقف السعودي لا يبدو لي طبيعيًّا، بل على الأصح غريبًا. 

تصوروا أن آخر مكان شوهد فيه خاشقجي حيًّا هو أمام القنصلية السعودية، وبعد ذلك اختفى الرجل. يبدو موقف الرياض مثيرًا للتعجب بينما يظهر آخر مشهد للرجل أمام قنصليتها بالزمان والمكان، علاوة على الكثير من التفاصيل التي كشفتها الشرطة والاستخبارات التركية من قبيل فريق الاغتيال الذي جاء من السعودية. 

من غير الممكن فهم سبب هذه الثقة بالنفس لدى المسؤولين السعوديين. على الرغم من كل الأدلة المتوفرة، كيف يمكن للرياض أن تنفي مسؤوليتها عن الحادث؟

ربما لا يتوفر حاليًّا دليل على قتل السعودية خاشقجي، لكن من المؤكد أن جثة الصحفي سوف تظهر ذات يوم. 

طبعًا إن لم تكن جثة خاشقجي قد أُذيبت بالأسيد بحسب ادعاءات رئيس بيت الإعلاميين العرب، طوران قشلاقجي، وهو صديق مقرب لخاشقجي ويتابع القضية عن كثب. 

لا أخفيكم أنني اعتبرت هذه الادعاءات، في بادئ الأمر، غريبة للغاية، وكان تعجبي شديدًا لدى سماعها، حتى أنني قلت في نفسي: "يا له من سيناريو مبالغ فيه!".

لكن علمت فيما بعد أنه ليس ضرب من المبالغة.. فتركيز الشرطة والاستخبارات التركيتين منصب على هذا الاحتمال.

خلاصة الكلام، لا أدري إن كان هناك فعلًا تقنية من هذا النوع، لكن إن كانت جثة خاشقجي أُذيبت بالأسيد، كما تقول الادعاءات، فإن العالم سيكون في مواجهة حادثة من هذا النوع لأول مرة. 

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس