ترك برس

أكّد عبد الرحمن شيمشك، مدير الاستخبارات الخاصة في جريدة "صباح" التركية، أن بلاده ستكشف قريبًا حقيقة التلاعبات الخيالية التي يحاول مسؤولون سعوديون نشرها للعالم بشأن جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية.

جاء ذلك في تغريدة نشرها شيمشك عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، على خلفية رواية جديدة ومتناقضة مع سابقاتها، نشرتها وكالة "رويترز" نقلًا عن مسؤول حكومي كبير في السعودية حول الجريمة التي ارتكبت بحق خاشقجي بالقنصلية السعودية.

وقال شيمشك: "قريبًا جدًا سنكشف بناء على وثائق عدم صحة بعض التلاعبات الخيالية التي يؤلفها المسؤولون السعوديون ويحاولون نشرها للعالم عن طريق وكالة رويترز".

https://twitter.com/ozelistihbarat1/status/1054027514501365760

وفي وقت سابق اليوم، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان، أن تركيا ستعرّي الحقائق كافة، الثلاثاء المقبل، بشأن مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.

وأشار الرئيس أردوغان إلى أن تركيا أكّدت حزمها وتعهدت بالكشف عن ملابسات ما جرى مع خاشقجي، وأنه سيدلي بتصريحاته حول هذه الحادثة خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزب "العدالة والتنمية" الثلاثاء.

وقال: "لأننا نبحث عن العدالة.. سنعري الحقائق بكافة تفاصيلها، وليس عبر بعض الخطوات العادية فحسب".

وأضاف: "لماذا جاء 15 شخصا إلى هنا؟ (حيث تواجدوا بالقنصلية بالتزامن مع وجود خاشقجي)، ولماذا تم اعتقال 18 (في السعودية على خلفية الاشتباه بتورطهم في القضية)؟ ينبغي الإفصاح عن جميع تفاصيل هذه الأمور".

وتابع الرئيس التركي: "سأتحدث عنها بشكل مختلف جدًا الثلاثاء خلال خطابي أمام الكتلة البرلمانية، وسأخوض في التفاصيل حينها".

في السياق نشرت القناة الحكومية في تركيا "TRT" مجموعة صور جديدة تظهر الصحفي السعودي جمال خاشقجي لدى دخوله مبنى القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول.

الصور التي تنشر أوّل مرة، تظهر الصحفي الراحل، أثناء توجهه إلى مدخل القنصلية قرابة الساعة الواحدة والربع ظهراً، يوم الثلاثاء 2 أكتوبر/ تشرين الأوّل، حسب القناة.

وكانت وكالة رويترز، نقلت في وقت سابق عن مصدر سعودي مسؤول لم تُسمّه، قوله إن "أحد أفراد الفريق السعودي ويدعى مصطفى المدني ارتدى ملابس خاشقجي ونظارته وساعته الأبل وغادر من الباب الخلفي للقنصلية في محاولة لإظهار أن خاشقجي خرج من المبنى. وتوجه المدني إلى منطقة السلطان أحمد حيث تخلص من المتعلقات".

ويظهر جمال خاشقجي الذي قالت مصادر سعودية إنه توفي جرّاء شجار وقع مع عدد من الأفراد داخل القنصلية، في رواية ما زال يشوبها الغموض، وهو يتعرض للتفتيش على مدخل القنصلية الرئيس، فيما تظهر صورة أخرى جمال، وهو يودع خطيبته خديجة جنكيز للمرة الأخيرة.

وتعد الصور هي الأولى التي تظهر الصحفي الراحل بشكل واضح رلدى دخوله القنصلية يوم اختفائه، وهي الصور الأوضح التي تظهر هيئته كاملة، بما في ذلك الملابس التي كان يرتديها.

وفجر السبت، أقرّت الرياض بمقتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول إثر شجار مع مسؤولين سعوديين، وقالت إنها أوقفت 18 شخصا كلهم سعوديون.

ولم توضح المملكة مكان جثمان خاشقجي الذي اختفى عقب دخوله قنصلية بلاده في 2 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، لإنهاء أوراق خاصة به.

وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، مسؤولين بارزين بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبدالله القحطاني، وتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.

لكن وسائل إعلام غربية شككت في الرواية الرسمية السعودية، واعتبرت أنها "تثير الشكوك الفورية"، خاصة أنه أول إقرار للرياض بمقتل خاشقجي، جاء بعد صمت استمر 18 يوما.

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الجمعة، عن خطة من شأنها الدفع بنائب رئيس الاستخبارات العامة المقال، والمقرب من ولي العهد محمد بن سلمان، اللواء أحمد عسيري كـ "كبش فداء" في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وقبل أيام، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصدر تركي رفيع، أن خاشقجي قتل بعد ساعتين من دخوله القنصلية، وأنه تم تقطيع جسده بمنشار، على طريقة فيلم "الخيال الرخيص" الأمريكي الشهير، وهي الرواية التي تداولتها عدد من الصحف الغربية والتركية منذ اختفاء الصحفي السعودي.

وقال المصدر إن مسؤولين كبار في الأمن التركي خلصوا إلى أن خاشقجي تم اغتياله داخل القنصلية، بناءً على أوامر من أعلى المستويات في الديوان الملكي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!