مصطفى بارودي - خاص ترك برس

قَدَّم أحد عَرابّي القمة العربية التنموية الاقتصادية الاجتماعية الأخيرة التي عُقدت في بيروت مصلحتهُ الشخصية على مصلحة الدولة التي يُمثل، وكان ذلك مُتجليا ًفي دِفاعهِ الكبيرعن نظام جَار، وإن جَار، محاولاً إستحضار ذكرهُ كثيراً في كل كلامه، عَلهُ يُقلل من غيابه، مُتغافلاً عن واجبه الأكبر في مصلحةِ بَلدهِ التي يُمثل وهو سبب حُضورهُ القمة بين القمم.

وقد ركز العَراب قي كل ما قاله على عودة اللاجئين، واعترض بشدة على عبارة(العودة الطوعية)، وتَطلع لعودة ذلك النظام إلى أحضان الجامعة، وهذا السلوك المفضوح هو دفعة مقدمة في حساب ذلك النظام الجار لصالح طموح هذا العراب الجامح للوصول إلى قصر بعبدا رئيساَ خلفاً للجنرال العم.

ومن المفارقات أن هذا العراب يَشغُل منصب وزيراً للخارجية في الحكومة وليس وزيراً للاقتصاد أو المال أوالخزانة! وأنه كان ومحازبيه ورئيس تياره يصفون وجود ذلك النظام على أرض بلاده بالأحتلال!

هذه القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي بدأت أول دوراتها في دولة الكويت سنة 2009، والدورة الثانية في شرم الشيخ المصرية سنة 2011، والدورة الثالثة في الرياض سنة 2013، والدورة الرابعة والأخيرة 2019 في فندق فينسيا في بيروت، وقد تغيب عن حضور القمة الرابعة والأخيرة في بيروت 19 زعيم عربي عدا الرئيس الجنرال عون المُستَضيف، والرئيس الموريتاني الضيف الجنرال محمد ولد عبد العزيز.

وقد كان نَجمُ الحضور زعيماً شاباً انضم إلى القمة في اللحظات الأخيرة الأمير تميم بن حمد أمير دولة قطر بعد أن اعتذر سابقاً عن الحضور مثل كل القادة، إلا أنه أراد كسر حصار القادة العرب لتلك القمة، وقد يكون ذلك انطلاقاً من رغبته في الإشارة إلى كسر الحصار عن دولته قطر، مع أنه أكثر المعارضين لعودة سورية على هذه الحال إلى حضورالقمم، ومع ذلك بحضوره هذا عاد إلى بيروت شعار (شكراً قطر) وكان أول المبادرين لدعم مبادرة الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت بمبلغ 50 مليون دولار أمريكي لإنشاء صندوق عربي للاستثمار في مجال التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي باحتياطي 200 مليون دولار أمريكي بعد الشيخ صباح أمير دولة الكويت الذي تبرع أولاً 50 مليون دولار أمريكي.

وهناك من وصف هذه القمة بالقمة الإيرانية مكاناً وحاضنة، وعزا مقاطعة من قاطعها من الزعماء لذلك السبب، إلا أن سلطنة عُمان، وهي الرائدة دوماً في الخروج عن إجماع قرارات القادة العرب، وعلى خِلاف ودها الإيراني الذي لا ينقطع مهما حصل، فعلتها هذه المرة والتزمت بقرار تخفيض التمثيل العربي في هذه القمة،  باقتصار رئاسة وفدها على السفيرعلي بن أحمد العيساني.

إن التَفَكرُ مَلياً بالاقتصاد السياسي والسياسة الاقتصادية المُساسة بالعلم يَقُودنا إلى أن أركان قيام ونهضة الدول القوية تَرتَكزعلى ثلاث شخصيات محورية أساسية هي: العالم والتاجر والأمير.

وإذا عدنا إلى نظرية مقالي السابق أن الأحصنة هي من تَجُر العربة، كما يَفعُل المحرك بالسيارات والحافلات، فإن الدولة هي العربة الوعاء الحاضن لكل أبنائها يَجُرها حصان الاقتصاد وفَرسُ السياسة ويوجُههما العَالِم.

أين نحن من كل هذا في العالم العربي؟ لا تسألوني واسألوا سائس الحصان ومدرب الفرس...

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس