ترك برس

علّق الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، على العملية العسكرية التركية الوشيكة ضد ميليشيات "وحدات حماية الشعب - YPG"، شرق نهر الفرات في الشمال السوري.

وبحسب وكالة "رويترز"، حذر الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين من أي عملية تركية شمال سوريا، بعد قرار أمريكي مفاجئ بسحب قوات من المنطقة.

وقالت متحدثة في بيان صحفي "في ضوء التصريحات الصادرة عن تركيا والولايات المتحدة بخصوص تطورات الوضع، يمكننا التأكيد على أنه، في الوقت الذي نعترف فيه بمخاوف تركيا المشروعة، فإن الاتحاد الأوروبي قال منذ البداية إنه لن يتم التوصل إلى وضع مستدام بالوسائل العسكرية".

و"وحدات حماية الشعب - YPG"، التي تنشط في الشمال السوري، هي امتداد تنظيم "حزب العمال الكردستاني - PKK"، المصنف في قوائم الإرهاب لدى تركيا والعديد من دول العالم، لكنها كانت تحظى بدعم عسكري كبير من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.

وذكرت وكالة الأناضول التركية أن الولايات المتحدة بدأت في سحب قواتها من نقاطها العسكرية المؤقتة بمدينتي تل أبيض، بريف الرقة، ورأس العين، بريف الحسكة، المتاخمتين للحدود التركية، شمال شرقي سوريا.

ويأتي ذلك في ظل الحديث عن عملية تركية وشيكة محتملة، شرق الفرات، لتطهير المنطقة من الإرهابيين وإقامة منطقة آمنة.

وانخرطت الولايات المتحدة في الحرب الداخلية بسوريا، عبر غارات جوية على تنظيم داعش الإرهابي، في أيلول/سبتمبر 2014.

واعتمدت واشنطن على تنظيم "YPG / PKK" الإرهابي، كقوة برية لمواجهة التهديد المتصاعد لداعش.

ومع الإسناد الجوي الأمريكي، تمكن "YPG / PKK"، من إخراج داعش من عين العرب (كوباني) في يناير/كانون الثاني 2015، ومن تل أبيض في يونيو/حزيران 2015، واحتلهما.

ورغم كافة التحذيرات التركية، سخّر الجيش الأمريكي إمكاناته كافة، لدعم "YPG / PKK" وتمدده وانتشاره، حيث عبر التنظيم إلى الضفة الغربية لنهر الفرات أواخر 2015.

وفي تلك الأثناء، بنت الولايات المتحدة قاعدة جوية، في مدينة رميلان بمحافظة الحسكة، ومنذ أبريل/نيسان 2016، بدأت بإستقدام الشحنات العسكرية إلى المنطقة، عبر العراق برا، وإلى رميلان جوا.

وبفضل آلاف الشحنات من الأسلحة الثقيلة والمدرعات ومضادات الدروع والأسلحة والذخيرة، بسط تنظيم "YPG / PKK" سيطرته على نحو ثلث الأراضي السورية في غضون عامين. في حين قامت الولايات المتحدة بانشاء قواعد لها في المناطق التي احتلها التنظيم.

وأقامت الولايات المتحدة 18 نقطة عسكرية في الحسكة والرقة ودير الزور ومنبج وتل أبيض، وكانت نشرت قرابة ألفي جندي أمريكي في تلك المواقع.

وعقب تمكنها من إخراج داعش من الرقة ومعظم ديرالزور في اكتوبر/تشرين الأول 2017، سرعت الولايات المتحدة من وتيرة بناء قواعد عسكرية في المنطقة.

ورغم تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي، عن رغبته بسحب قوات بلاده من سوريا، إلا أن واشنطن أبقت على وجودها العسكري في هذا البلد.

وبدأت الإثنين قوات أمريكية بإخلاء نقاطها العسكرية المؤقتة في تل أبيض ورأس العين، الأمر الذي أكده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال الرئيس أردوغان الإثنين: "عملية انسحاب القوات الأمريكية شمال سوريا بدأت كما أفاد الرئيس ترامب في اتصالنا الهاتفي أمس".

وأعلن البيت الأبيض، في بيان صباح الإثنين أن "تركيا ستتحرك قريبا بعملية عسكرية تخطط لها منذ فترة طويلة في شمال سوريا، والقوات الأمريكية لن تدعم هذه العملية ولن تشارك فيها".

وأكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن بلاده تدعم وحدة الأراضي السورية، وأنها مصممة على تطهير المنطقة من الإرهابيين لضمان وجودها وأمنها.

جاء ذلك في تغريدة نشرها على حسابه، الاثنين، في ظل الحديث عن عملية عسكرية تركية مرتقبة شمال سوريا.

وقال تشاووش أوغلو "دعمنا وحدة الأراضي السورية منذ بدء الأزمة فيها، وسنواصل دعم ذلك".

وأضاف "مصممون على تطهير المنطقة (شمالي سوريا) من الإرهابيين لضمان وجودنا وأمننا، وسنساهم في توفير الأمن والاستقرار والسلام في سوريا".

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن بلاده لا تطمع في أراضي أي دولة أخرى. وشدد قالن على أن تركيا قوية ومصممة على تحقيق ذلك.

وأضاف قالن: "تركيا لا تطمع في أراضي أي كان، وهناك هدفان للمنطقة الآمنة، في إطار وحدة تراب سوريا: ضمان أمن حدودنا من خلال تطهير المنطقة من العناصر الإرهابية، وتأمين عودة اللاجئين بشكل آمن".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!