ترك برس

يتبع الغراب "دومان"، طالب المدرسة الإعدادية عمر فاروق تشيتينر، منذ أن قدم له العلاج والمساعدة، بعد عثوره عليه جريحا في أماسيا شمالي تركيا، وقد لُقّب لذلك بـ"ملاك الخير" الذي يتبع عمر حتى عند ذهابه للمدرسة.

يدرس الطالب عمر فاروق تشيتينر، في الصف الثامن بإعدادية إمام خطيب في قرية "كيزيلجا" التابعة لمنطقة "غوموش هاجيكوي" بأماسيا. وقد عثر قبل عام تقريبا على غراب جريح في حديقة المدرسة، لم يتحمل سماع صراخه من الألم فجلبه إلى منزله، وعالجه، وأطلق عليه اسم "دومان".

وبالرغم من أن عمر، أطلق سراح الغراب وتركه حرا بعد شفائه، إلا أن الغراب لم يغادر المنطقة المحيطة بمنزله ولو للحظة واحدة، بل بقي بجانبه حتى عند افتتاح المدارس في بداية العام الدراسي، فهو يتبعه أيضا عند ذهابه إلى المدرسة في كل يوم.

يقضي دومان، فترة النهار في المدرسة، متنقلا داخل صفوفها، فأحيانا يقف على أحد المقاعد في صف عمر، وأحيانا في الصفوف الأخرى، كما يقدم الطلاب طعاما للغراب المتجول بحريّة، الذي يتبع صديقه أيضًا إلى منزله بعد انتهاء الدوام.

أشار مدير المدرسة مراد أوندر، إلى نشأة صداقة قوية بين الغراب والطالب عمر، بعد رؤيته الغراب الجريح في حديقة المدرسة أثناء تجوله فيها، ثم نقله لمنزله لمعالجته وتغذيته، وقال أوندر: "لم ينفصل الغراب عن عمر حتى عند بدء العام الدراسي في مدرستنا، حيث يظل ملازما المدرسة طالما فيها عمر، كما يحبه طلابنا وأساتذتنا كثيرا. يأتي أحيانا إلى غرفتي ويتوجه أحيانا إلى صف آخر، ويتواجد أحيانا في غرفة المعلمين، ليقضي اليوم معنا لغاية المساء".

وذكر أوندر، أن الغراب يبقى في المدرسة مع الطلاب حتى انتهاء الحصص الدراسية، وقال: "يقدم الطلاب الطعام لدومان أثناء تجوله في الحديقة، فهو يلعب معهم في الحديقة، كما يمكنه الدخول حيث يشاء وإلى أي صف من الأبواب أو النوافذ المفتوحة، فيقضي وقتا مع طلاب صف ما ثم ينتقل إلى الصفوف الأخرى أو يعود للعب بحديقة المدرسة، فأصبح دومان عضوا مهما في مدرستنا وبين طلابنا".

وصف الطالب عمر فاروق تشيتينر، رؤيته للغراب المكسور جناحه متألما في الطقس الممطر قائلا: "كان يصرخ، فنقلته إلى منزلي وأطعمته ووفرت له العلاج، وأطلقت عليه اسم دومان لأنني وجدته في جو ضبابي، وأحببته كثيرا لأنه لم يهرب مني بعد شفائه بل بقي ملازما لي، يأتي معي إلى المدرسة ويتنقل بين صفوفها عبر النوافذ، ويقف على أحد مقاعد الصفوف أثناء شرح الدرس".

ومن الجدير بالذكر أن كلمة "دومان" باللغة التركية تقابلها كلمة دخان باللغة العربية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!