ترك برس

تحت عنوان "أوجه التكامل والاستدامة: النظم البيئية في سياق الاقتصاد الإسلامي وأثرها على الصعيدين المحلي والدولي"، احتضنت قمة البركة للتمويل الإسلامي في مدينة إسطنبول التركية جلسة نقاشية بحضور شخصيات خبيرة في المجال.

ومن خلال التركيز على النظم البيئية، يمكننا تحقيق توازن متناغم بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة. ولا يتوافق هذا النهج مع التعاليم الإسلامية بشأن إدارة الأرض فحسب، بل يضمن أيضًا توزيعًا أكثر عدالة للموارد للجميع، في ضوء ذلك، أدارت د. يلدز أوزكوك، أستاذ مشارك في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية والاجتماعية في جامعة حسن كاليونجو، ​​الجلسة النقاشية في القمة، مُقتبسة من الشيخ صالح كامل (الذي أطلق قطار المصرفية التشاركية الأول في تركيا) "إذا لم تضف للدنيا شيئًا، فأنت فيها زائل".

 

بدوره ناقش د. أديب سمولو، أستاذ مساعد ورئيس قسم المالية سابقا ومدير برنامج ماجستير العلوم في المالية جامعة عفت، موضوع "النظم الاقتصادية الإسلامية على المستوى المحلي: معالجة الاحتياجات الخاصة بالدول والآثار المترتبة على ذلك"، حيث تلعب النظم البيئية الاقتصادية الإسلامية دورًا حاسمًا في تلبية الاحتياجات الخاصة بكل بلد وتداعياتها على المستوى الوطني، ومن خلال دمج المبادئ الإسلامية في السياسات الاقتصادية، تستطيع البلدان إنشاء نظام أكثر شمولاً وإنصافاً يستفيد منه جميع المواطنين.

وخلال كلمته، أوضح سمولو العوامل التي تمثل نظامًا بيئيًا إسلاميًا جيدًا، بما في ذلك الإطار التنظيمي والقانوني، إلى جانب البنية التحتية المالية والتكنولوجية. كما سلط الضوء على أن الحوكمة الشرعية الفعالة يجب أن تشمل هيئات الرقابة الشرعية وعمليات التدقيق الشرعي المستقلة.

من خلال إنشاء مراكز مالية جديدة مصممة خصيصا لتلبية احتياجات العالم الإسلامي، يصبح بوسع البلدان تعزيز النمو الاقتصادي، وجذب الاستثمار الأجنبي، وتعزيز الشمول المالي بين السكان المسلمين. وستلعب هذه المراكز دوراً حاسماً في دعم توسع التمويل والخدمات المصرفية الإسلامية على نطاق عالمي، والمساهمة في التنمية الشاملة واستقرار الاقتصاد العالمي، في ضوء ذلك، ناقش د. عبد الباري مشعل، شريك إداري في شركة رقابة للتدقيق الشرعي والاستشارات المالية الإسلامية، موضوع الدور المتطور للمراكز المالية العالمية: ضرورة وجود مراكز جديدة متعددة لتلبية الاحتياجات الاقتصادية والمالية للعالم الإسلامي.

وأوضح مشعل بعض أبرز المراكز المالية الإسلامية العالمية والعوامل المشتركة في بروز هذه المراكز، كما أوضح تلبية احتياجات الجالية المسلمة في أمريكا، مشيرًا إلى تنظيم حركة رأس المال الإسلامي، وفرص التوظيف والاستقطاب هناك. 

ويعد اكتشاف النظام الاقتصادي لصناعة الحلال عملية معقدة وديناميكية تتضمن فهم المعايير والشهادات المختلفة بها، بناءً على ذلك، تناول أ. إحسان أوفوت، الأمين العام لمعهد المواصفات والمقاييس للدول الإسلامية، وهو جهة تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، موضوع "استكشاف منظومة صناعة الحلال: المعايير والاستدامة واحتياجات الأسواق"، موضحًا ما هو معهد المواصفات والمقاييس للدول الإسلامية (SMIIC)، مشيرًا إلى أهدافه الرئيسية، مهمته، ورؤيته، بالحديث عن صناعة الحلال، قام بتوضيح البنية التحتية الشاملة للجودة، وقدم باستفاضة ملخص عن المنتدى الإسلامي لهيئات اعتماد الحلال.

وانعقدت قمة البركة الأولى للتمويل الإسلامي في إسطنبول تحت عنوان "الآفاق العالمية للاقتصاد الإسلامي: المقومات والاحتياجات". وناقشت الحلول والاستراتيجيات المُبتكرة والتي تتواكب مع النمو الاقتصادي في تركيا من خلال المبادئ الإسلامية.

وأثارت القمة مناقشات ثرية بين الخبراء والأكاديميين والمستثمرين ورجال الأعمال في تركيا، ومما لا شك فيه أن تأثير هذه القمة سيُمهد الطريق لمستقبل اقتصادي أكثر إشراقًا في العالم الغربي، باعتبار تركيا مركزًا للتمويل الإسلامي في المنطقة. وفق بيان نشره منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!