ترك برس

رأى الباحث الفلسطيني سعيد الحاج أن السياسة الداخلية التركية تتميز بديناميتها العالية والإنصات لصوت الشعب الذي يفرض نفسه في صناديق الاقتراع. وأشار إلى أن المشهد السياسي الداخلي يشهد تغيرات متكررة، ولا سيما فيما يتعلق بالتحالفات، التي غالباً ما تتغير قبيل أو بعد الانتخابات.

وأشار الحاج في مقال بصحيفة "عربي21" إلى أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت في أيار/مايو 2023، والتي وصفت بالحاسمة، أدت إلى تطورات عديدة وفتحت الباب أمام تساؤلات حول متانة تحالف الجمهور الحاكم بين حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية.

وأوضح الحاج أن تحالف العدالة والتنمية والحركة القومية بدأ بعد الانقلاب الفاشل في صيف 2016، حيث كان الزعيم القومي دولت بهتشلي معارضاً شرساً للرئيس أردوغان قبل ذلك. إلا أن مرحلة ما بعد الانقلاب دفعت الحركة القومية إلى التحالف مع العدالة والتنمية تحت شعار "مصلحة تركيا"، ودعم التحول نحو النظام الرئاسي ومكافحة جماعة غولن.

وأكد الحاج أن التحالف كان مفيداً للحركة القومية بشكل أكبر، حيث أتاح لها التغلغل في مؤسسات الدولة، خصوصاً الأمنية منها. وأضاف أن هذا التحالف صمد طويلاً على عكس تحالف المعارضة الذي تشتت بعد الفشل في الانتخابات.

وتساءل الحاج عن الأسباب التي قد تدفع الرئيس أردوغان للتفكير في فض التحالف مع بهتشلي وحزبه. وأشار إلى أن تراجع حضور وقوة حزب الحركة القومية، إلى جانب كون الحليف القومي بات عبئاً في بعض الملفات، قد يدفعان العدالة والتنمية لإعادة تقييم التحالف.

كما أشار الحاج إلى أن العدالة والتنمية قد يسعى لتعديل قانون الانتخاب لتخفيض النسبة المطلوبة للفوز بالانتخابات الرئاسية، مما يمكن أن يقلل من الحاجة لدعم الحركة القومية.

وتحدث الحاج عن لقاء أردوغان مع أرملة القيادي القومي السابق سينان أتيش، مشيراً إلى أن هذا اللقاء فُهم كرسالة تؤكد حرص الحكومة على فك ملابسات قضية اغتيال أتيش، وقد أثار ذلك تكهنات حول أزمة بين الحزبين المتحالفين.

ورغم تأكيد قيادة الحزبين على متانة التحالف، يرى الحاج أن هناك شعوراً بثقل وعبء التحالف على العدالة والتنمية، ولكنه يدرك أيضاً أن التخلي عنه في الوقت الحالي قد يضره أكثر مما ينفعه.

ويؤكد أن وضع مسافة بين الحزبين لا يعني بالضرورة انفضاض التحالف، لكنه قد يكون خطوة تمهيدية لذلك في حال اتجه القرار السياسي نحو هذا الاتجاه مستقبلاً.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!