أوزجان تيكيت - صحيفة - ترجمة وتحرير ترك برس

أشار زميلنا يوسف دوغان في خبر خاص لموقع خبر ترك، بأنّ منظمة حقاني هي المسؤولة عن مجزرة أنقرة، وذلك استنادا إلى معلومات استخبارية حصل عليها من مصادر خاصة، وهذه المنظمة التي تتمركز في باكستان وأفغانستان، لها باع طويل في الأعمال الإرهابية في الشرق الأوسط، ولم يبق هناك أي دولة أو منظمة لم يتعاون معها رئيس منظمة حقاني جلال الدين حقاني.

تعتبر أمريكا الداعم الرئيسي والأبرز لجلال الدين حقاني، الذي يصل عمره الآن إلى ما يقارب الثمانين عاما، وقد فتحت الولايات المتحدة الأمريكية أبواب البيت الأبيض لحقاني منذ ثمانينات القرن الماضي، حيث استقبل الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان زعيم الإرهاب في ذلك الوقت بالسجاد الأحمر، وتلقى الأخير مساعدات لا محدودة من قبل أمريكا لأنه حارب ضد احتلال الاتحاد السوفييتي.

ولهذا فإنّ من قام بمجزرة أنقرة هي منظمة حصلت على دعم أمريكي لا محدود منذ القدم، لكن مع سقوط الاتحاد السوفييتي، ودخول الولايات المتحدة الأمريكية لأفغانستان عام 2001، أصبحت هذه المنظمة تتعاون مع القاعد وطالباني ولاحقا مع داعش، لتظهر بأنها تقف ضد أمريكا، ومرت الأيام، حتى تسببت المنظمة بمجزرة دموية فظيعة في أنقرة.

وهذه التفاصيل تعطينا لمحة عن مستقبل "الحرب ضد داعش"، فكل الدول التي تشارك في التحالف، تقوم بنفس ما كان يجري في الماضي في العراق وفي أفغانستان، وبرغم أنّ الأطراف تغيرت، والأسماء تبدلت، إلا أنّ السيناريو واحد، وبما أنّ منظمة حقاني لم تتوقف عن العمل حتى بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، فإنّ داعش أيضا ستظهر للعالم مجددا في المستقبل حتى لو قيل أنه تم القضاء عليها.

هل هناك مؤامرة تجري في الموصل؟

الأخبار التي وردت من الموصل كانت غريبة نوعا ما بالنسبة لي، ومنذ الأحاديث عن إرسال قوات مسلحة تركية إلى تلك المنطقة وأنا مشغول بالتأكد من صحة الأخبار، وتواصلت مع مصادر كردية التي أكدت تقدم قوات تركية، بينما في الساعات الأولى أصرّ ممثل الجمهورية التركية في أربيل على نفي صحة هذه الأخبار، لكن مع مرور الساعات غيرت أنقرة حديثها، ربما بعض ضغط المصادر الإعلامية، وأكدت صحة الأخبار التي تتحدث عن إرسال قوة تعزيز.

وقد أدى الغموض التركي في التعامل مع هذا الوضع إلى نشوء علامات استفهام عديدة في ذهني، فبدلا من الإصرار على نفي الخبر، كان يتوجب على أنقرة التعاون معنا في معرفة تفاصيل المسألة، لكن على ما يبدو لم تكن تتوقع أنقرة أنْ يكون لتبعات هذا الحراك مثل هذه الضجة الإعلامية، وربما لم يتوقعوا أنْ تعرف بغداد عن هذه العملية.

لكن في المقابل، فإنّ الاحتمال الأكثر قربا هو أنّ تركيا كانت تخشى من مؤامرة تحاك ضدها باستخدام الموصل، ومعرفة مصدر هذه المؤامرة يمر من خلال النظر إلى منْ نشر خبر دخول القوات التركية وسارع في إيصاله إلى العالم أجمع، فإذا لم يكن مصدر الخبر يعتبر بالنسبة لنا "صديقا" فهذا يعني أننا محظوظون نوعا ما، لكن اذا كان مصدر نشر الخبر "صديق" لنا فهذا يعني أنّنا أمام "أزمة كبيرة" لن يتم حلها من خلال الانسحاب، وعليه فإنّ تشخيص الحالة سيساهم في معرفة الخطوات التي يتوجب علينا اتخاذها.

عن الكاتب

أوزجان تيكيت

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس