ترك برس

تتكرر عمليات إلغاء بعض الرحلات الجوية في فصل الشتاء بشكل خاص، ويتم تأجيلها إلى ساعات أو إلى أيام في بعض الأحيان. وظهرت في الآونة الأخيرة، العديد من عمليات إلغاء الرحلات الجوية المُنطلقة من المطارات التركية نحو الخارج، الأمر الذي جعل البعض يمتعض وبشدة من الحالة التي اضطرت عددًا من المسافرين إلى افتراش المطارات إلى حين قدوم موعد رحلاتهم المؤجلة.

وقد يظن مسافرون أنهم هم وحدهم المتضررون من هذه العمليات، ولكن شركات الطيران على الصعيد الآخر تتضرر أيضًا من هذه العمليات التي تقوم بها في الكثير من الأحيان مضطرة، ويكمن ضرر الشركات الجوية في خسارتها لثقة الركاب وتسيير رحلات جديدة بتكاليف إضافية.

ويرى الخبير الاقتصادي في مجال النقل الجوي والبحري "غونتاي شيمشيك"، في مقاله "لماذا يتم تأجيل بعض الرحلات الجوية والبحرية أحيانًا"، أنه يجب عذر شركات الطيران عند إلغاء أو تأجيل بعض الرحلات، لأن ذلك يتم خارج سيطرتها، ولا يمكن لأي شركة الطيران حول العالم أن تقلع بطائرتها إلا من خلال استكمال جميع الاحتياطات والمعايير الأمنية التي تحددها منظمة الطيران المدني الدولية.

ووفقًا لتقديرات شيمشيك، فإنه يتم إلغاء بعض الرحلات الجوية في تركيا على سبيل المثال، لعدة أسباب أهمها:

ـ عدم وجود طيار أو عدم اكتمال عدد المضيفات: لا يمكن أن تتم الرحلات بدون توفر الطيار أو العدد المناسب من المضيفات. عادة لا يحضر طيار الرحلة أو لا يكتمل العدد المناسب للمضيفات لأسباب صحية مفاجئة وغير متوقعة يُعاني منها فريق الطيران قبل الإقلاع بفترة وجيزة. لايمكن لأي شركة طيران حول العالم أن تسمح لأحد أعضاء فريق الطيران بالإقلاع في حين كان يعاني من مشاكل صحية، لأن قواعد الرحلات الجوية حادة وعواقب مخالفتها وخيمة جدا ً على الشركات المخالفة، وتحاول الشركات التركية أن تحافظ على المستوى العالي الذي وصلت إليه من الجودة والسمعة، لذلك تتجنب ارتكاب مثل تلك المخالفات.

في حال عدم اكتمال الفريق قبل الاقلاع بفترة قصيرة تضطر الشركة للتأخر حتى يكتمل، ويتسبب تأخر الشركات في الإقلاع في تحملها غرامات باهظة لإشغالها المطارات وخط الطيران لفترات إضافية غير متوقعة، وهذا ما يثبت انزعاج شركات الطيران أيضًا من عملية تأجيل الرحلات ولو لدقائق معدودة.

ـ شرط توفر معايير الأمن: يُعد الأمن العنصر الأساسي لقطاع الطيران، وتتبع منظمة الطيران المدني الدولية معايير صارمة تجاه عنصر الأمن في الطيران المدني. عنصر الأمن يشمل خط الإقلاع وخط الطيران والقطع التقنية للطائرة نفسها.

وجود هاتف بدون صاحب داخل الطائرة، وجود ورقة صغيرة في مرحاض الطائرة وغيرها من الأسباب البسيطة يمكن أن تؤجل الرحلة لعدة ساعات، لذلك قد تضطر شركات الطيران للتأخر لأسباب ربما لا تعلنها لأنها ملزمة بمراعاة جميع شروط الأمن الجوية.

ـ أسباب تقنية: أسباب متعلقة بخط الإقلاع والقطع الميكانيكية التقنية الخاصة بالطائرة، في بعض الأحيان تظهر هذه العوائق قبل الإقلاع بسويعات، الأمر الذي يؤدي إلى تأجيل الرحلات.

ـ ازدحام حركة المرور: حركة المرور الخاصة بالطيران تشبه حركة المرور الخاصة بالسيارات بشكل كبير، لكل طائرة خط طيران محدد تقطعه في رحلتها ولا يمكن لها الذهاب يمينًا أو يسارًا إلا في إطار هذا الخط الذي يتم تحديده من قبل وزارة المواصلات للطيران الداخلي ومن قبل منظمة الطيران المدني الدولية للطيران الخارجي، وفي حين كان هناك ازدحام في الرحلات السالكة لخط واحد، فإن بعض الشركات تضطر للتأخر وتأجيل رحلاتها.

ـ حالة الطقس: من أهم الأسباب وأكثرها شيوعًا في تأجيل رحلات الطيران، وهذا ما تمت ملاحظته بوضوح الأسبوع الماضي في إسطنبول، حيث تم تأجيل 32% من الرحلات، مما اضطر المسافرين إلى افتراش المطار إلى حين قدوم موعد رحلتهم.

وفي حال كانت أحوال الطقس تؤثر سلبًا على خط سير الرحلات، فإن شركات الطيران مُلزمة بتأجيل رحلاتها حتى تتسنّى ظروف جوية تلائم قواعد الطيران الصحيحة.

هذه هي الأسباب الرئيسية التي تضطر بعض الشركات إلى تأجيل رحلاتها، وبناءً على هذه الأسباب فإن توفر الأمن في الرحلة أهم من الرحلة نفسها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!