كورتولوش تاييز - صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

يقتلون أبنائنا بكل دم بارد ثم يطلقون على أنفسهم محاربي الحرية او مناضلي السلام... الا يرون الدموع وهي تسيل من اعين أمهات الشهداء؟ كيف يتمالكون أنفسهم بعد كل تلك الدموع؟ الا يرى حزب العمال الكردستاني دمعات الثكالى والايامى من أبناء التكتلات الكردية؟ ام انه الإرهاب ولا كرامة؟

من سوراج الى كل الاحداث الإرهابية، كان الضحية وما زال المواطن التركي، سواء كان ذو أصول تركية او كردية، يبقى الخاسر الوحيد هو المواطن التركي، لكن يأبى حزب العمال الكردستاني ان يفقه ابسط مسلمات الصراع، فالفوضى الدائرة في سوريا والعراق اهلكت الحرث والنسل وكان وما زال الخاسر الوحيد هو مواطنو تلك الأماكن، وإذا جاءت تلك الفوضى الى تركيا فان الخاسر الوحد كذلك هو المواطن التركي.

أما الأمهات الاتي رفضن ان يدمعن؛ فهن من يرى في موت فلذة كبدها ضياعا للأروح فيرفضن تقبل واقع موت طفلها، فلا سبب حقي يدفع الى هذا الإرهاب، ولا أغراض حقيقية يمكن ان تحقق من هذا التطرف، وكل الاعمال الاجرامية لن تأتي بنصر هنا او هنالك.

فالحرب الحقود لن تفهم تلك الدموع العنيدة ولا تلك الدموع المشتاقة، فقد تاهت بين سراديب السياسية فلا هي لهذا ولا لذاك، هذه الحرب لا ترى الأطفال الذين ينتظرون عودة ابيهم الشرطي، ولا ترى الزوجة المكلومة التي تنتظر رجوع حبيبها الجندي، فالحرب المسعورة تركت كل ما يمت للإنسانية بصلة على اعتاب ابواب السياسيين.

كذبوا علينا وهم يضحكون فقالوا لنا انهم يريدون سلام، فمن 2013 وحزب العمال الكردستاني مع ذراعه السياسي حزب الشعوب الديمقراطية يُدلسون علينا ويذرون الرماد في عيوننا بانهم معنيون بمحادثات السلام، لكن ما لبث ان كشفوا اللثام فعلمنا ما كان يرقد تحته، انه الحقد الدفين، انه الإرهاب اللعين، وبحجج واهية الصقوا تهمة تفجير سوراج بحزب العدالة والتنمية ليعلنوا بعدها انتهاء فترة التهدئة، ولنعلم عندها نواياهم وخططهم الخبيثة في استخدام محادثات السلام كغطاء على افعالهم وتحضيراتهم في سوريا والعراق، لكن ما ان خرج المارد من القمقم حتى علمنا ما كان يحضّر، فلا شعاراته الرنانة باتت تخدعنا، ولا ادعاءاته الكاذبة باتت تضيّعنا، فمن ادعاء الديمقراطية الى ادعاء الحرية، يبقى الإرهاب إرهابا ولو تمسح بأستار تمثال الحرية.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس