د. مصطفى حامدأوغلو - خاص ترك برس

رسائل كثيرة يمكن الكتابة عنها، وعناوين عديدة يمكن الوقوف عندها في مؤتمر العدالة والتنمية التركي في مؤتمره الاستثنائي...

لكن ثلاث رسائل هامة برأيي، رسمت ملامح ومعالم المرحلة القادمة، واختزلت المرحلة الماضية وأوضحت الغاية والهدف من المؤتمر والتغيير في قيادة العدالة والتنمية بل وتركيا والمنطقة برمتها.

الرسالة الأولى

رسالة رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان.

* الرسالة تم الاستماع لها وقوفا على الأقدام، وهي ظاهرة جديدة في مؤتمرات العدالة والتنمية التركي. وهي تعبير وقبول من الجميع بقيادة وزعامة مؤسس الحزب وهرم الدولة. لكن هذه الظاهرة ستكون محط انتقاد واستغلال من قبل المعارضة ونعتها بسلطة الرجل الأوحد.

* أعتبر طيب أردوغان أن هذا المؤتمر الاستثنائي هو من أهم المنعطفات السياسية  في تاريخ تركيا الحديث. وهذا مؤشرا لما سيتبع هذا المؤتمر من تغييرات كبيرة وجذرية في قيادة الحزب والدولة. وهذا ما انعكس بشكل مباشر وكان واضحا في لوائح قيادة الحزب الجديدة التي تغير أكثر من أربعين بالمائة منها. ومن المتوقع أن يستمر التغيير في كثير من مفاصل الحكومة والدولة.

* أكد رئيس الجمهورية على ارتباطه الروحي مع حزب العدالة والتنمية رغم صعوده لمنصب الحيادية في رئاسة الجمهورية، ووضع أمام المؤتمر مهمتين أساسيتين هما تغيير الدستور والنظام الرئاسي وهذا يتطلب قيادة جديدة تؤمن بهما وتتملك الحماس والرغبة والجرأة في تنفيذهما. وربما تباطؤ قيادة داود أوغلو بهذا الأمر كان من أهم الأسباب التي دعت لهذا التغيير والتخلي عنه.

* حددت الرسالة هدف تركيا من جديد وارتباط مستقبل تركيا بمستقبل العدالة والتنمية ولأجل الوصول بسلام للعام 2023 واستمرار مسيرة الاصلاح والبناء، لا بد من قيادة منسجمة وغير منافسة في امتلاك الصلاحيات. وهذا يستوجب التغيير حتى لو استدعى الأمر التخلي عن رئيس الوزراء أو أي شخصية أخرى.

الخلاصة

لم ولن أتخلى عن الحزب الذي أسسته وأنا الحاكم الفعلي له… وهدفنا كبير ولا يحتمل المجاملات والمزاحمات في الصلاحيات، ولا مكان لمن لا يستطيع التأقلم.

الرسالة الثانية

كلمة رئيس الوزراء المستقيل أحمد داود أوغلو الذي استلم القيادة بمؤتمر العدالة والتنمية الاستثنائي الأول وغادرها أيضا بمؤتمر استثنائي ثاني.

* كلمة مليئة بالعتاب بدون التجريح والاتهام، طالب بالوفاء ولم يقبل الفشل. أكد أنه حافظ على ذلك وكان وفيا لكل من رئيس الجمهورية والعدالة والتنمية والبلد والشعب، وطالب الحضور بأن يكون شاهدا على كل كلامه هذا.

وهذه رسالة بأنه ينتظر رد الجميل وعدم النسيان وأنه سينتظر ذلك في المستقبل عندما تكون الفرصة مواتية للعودة من جديد.

* أوضح انه لم يكن يتمني أن يكون في هذا المكان وأن هذا المؤتمر لم يكن برغبته ولا بناء على طلبه. عدد نجاحاته وانجازاته، وتساءل لماذا هذا المؤتمر الاستثنائي وقد حصل الحزب بقيادته على أعلى نسبة للأصوات في الانتخابات الأخيرة، وقد أنجزت حكومته جل وعوده الانتخابية ولم يمض على تشكيلها سوى ستة أشهر.

فأنا لم أفشل في عملي… إذا لماذا أعزل ويطلب مني التنحي في هذه الفترة..؟؟

* ذكر بأنه لا يوجد شخص لا يمكن الاستغناء عنه، ويجب أن لا يكون الحزب ملكا لمجموعة أو فريق أو شخص. وأن المحافظة على القيم والمبادئ هي الاساس الذي يجب المحافظة عليه والتمسك به. وأشار إلى أنه آثر منفعة الحزب والوطن على أي منصب ومقام وجاه.

وتعهد بأنه سيظل وفياَ لمبادئ الحزب وأهدافه...

يعني لن أترك الحزب وسأظل أنتظر انصافي من جديد....

الخلاصة

لقد كنت وفيا ولم أكن فاشلا، وهذا المؤتمر ظلم بحقي وسأنتظر الإنصاف من الحزب لاحقا...

لكن السياسة لا تقبل العواطف والرياح دائما مع الأقوى ومن يكون بعيدا عن العين سيكون بعيدا عن القلوب… والأيام هي الحكم على ذاك...

الرسالة الثالثة

كلمة رئيس الحزب ورئيس الوزراء الجديد بن علي يلدرم.

لم يكن ناجحا في خطابه وبح صوته لولا إسعافه من قبل الدكتورة سارة داود أوغلو.

* أكد منذ البداية ارتباطه بالرئيس أردوغان وأقسم على أن يكون على نهج القائد وأن لا يحيد عنه.

* حدد الهدف الاساسي للفترة القادمة، النظام الرئاسي وتغيير الدستور.

* ركز على كونه من الأعضاء المؤسسين للحزب وهي صفة لم يكن داود أوغلو يمتلكها...

* عدد إنجازاته الهامة بالنسبة لتركيا وللمواطن التركي في مجالات النقل والمواصلات والاتصالات والجسور والمطارات...

وقال إن الوقت القادم هو وقت وضع الأحجار فوق الأحجار ولا وقت لصف الكلام...

الخلاصة

أنا قد لا أجيد الخطابة وصوتي لم يساعدني في ذلك، لكنني أجيد الانجاز والبناء.

ولن يكون هناك أي تعارض مع كلام الرئيس بعد اليوم.

وربما هذه هي خلاصة المؤتمر وملامح المرحلة القادمة.

رئيس يدير البلاد سياسيا ومهندس يقوم بالإنجازات عمليا.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس