ستيفان ليندمان - غلوبال ريسيرش - ترجمة وتحرير ترك برس

ستتوصل التحقيقات الروسية إلى حقيقة ما حدث ولماذا ومن المسؤول. وعلى الرغم من أن الجهة التي تقف وراء الاغتيال ليست معروفة حتى الآن، فإنها تحمل بصمات مؤامرة وكالة المخاربرات المركزية الأمريكية السي آي إيه لتقويض العلاقات الروسية التركية المتنامية، ولا سيما تعاونهما في سوريا الذي يؤثر سلبا على أجندة واشنطن الإقليمية التوسعية.

وقع الاغتيال بعد إخلاء حلب، في هزيمة كبيرة لواشنطن، وحلف شمال الأطلسي وإسرائيل والسعودية.

جاءت عملية الاغتيال عشية اجتماع وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران في موسكو (وهو الاجتماع الذي استبعدت منه أمريكا وبريطانيا وفرنسا) لمناقشة الوضع في سوريا في سوريا وما حولها في المقام الأول، بحسب ما أوضح نائب وزير الحارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف.

وسوف يلتقي الوزراء الثلاثة في موسكو يوم الثلاثاء في محاولة للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، وحل البعض القضايا الإنسانية بغية التوصل إلى تسوية سياسية.

وأضاف بوغدانوف: "لدينا أساس التوصل إلى اتفاق وهو قرار مجلس الأمن الدولي 2254". سيكون وقف الأعمال العدائية وحل الصراع السوري خطوة كبرى باتجاه القضاء على أجندة واشنطون الإقليمية التوسعية.

إن طبَّع ترامب العلاقات مع روسيا، وتعاون البلدان في مجال مكافحة الإرهاب، فإن ذلك يمثل تغييرا كبيرا في السياسة الخارجية الأمريكية، مادامت ستستمر، لكن قوى الدولة العميقة المظلمة في واشنطن تريد منع هذا التغيير.

وفقا لما أوردته وكالة تاس نقلا عن وزير الدفاع التركي سليمان سويلو، فقد اغتيل السفير الروسي إلى تركيا، أندري كارلوف، في العاصمة أنقرة على يد ضابط في قوات الشرطة الخاصة يدعى مولود ميرت ألطنطاش.

قتل كارلوف خلال افتتاح معرض للصور بعنوان "روسيا في عيون الأتراك" كان مخصصا لتطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين. وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن السفير توفي في وقت لاحق في مستفى أنقرة.

علق بوتين على اغتيال السفير واعتبر أنه يهدف إلى عرقلة تطبيع العلاقات الروسية التركية وعملية السلام في سوريا التي تدعمها روسيا وتركيا وإيران وغيرها من الدول المهتمة بتسوية الصراع الداخلي في سوريا.

وقال بوتين "لا بد من الرد على اغتيال السفير، وستتصاعد الحرب على الإرهاب، وسيشعر المجرمون بالفارق، مضيفا أن لجنة تحقيق روسية بدات التحقيق في حادثة القتل، وأنه كلف بتشكيل فريق يتوجه إلى أنقرة للعمل المشترك مع الخبراء الأتراك على التحقيق".

وقال: "اتفقت على ذلك خلال محادثة هاتفية مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. لا بد لنا من معرفة الذين وجهوا القاتل".

وفي حديث منفصل قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "إننا مصممون على الحفاظ على علاقاتنا مع روسيا".

توقيت اغتيال السفير كارلوف  كان يهدف على الأرجح تقويض العلاقات التركية الروسية بعد إخلاء حلب، وبعد تأكيد المجمع الانتخابي فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

يبدو أن هذا المخطط الاستفزازي حكم عليه بالإخفاق الذريع، مثلما أخفقت حملة حرمان الرئيس المنتخب من منصبه الذي فاز به.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس