يوسف كابلان - يني شفق

وفقًا لبعض علماء الآثار والتاريخ فإن أقدم قارة في العالم هي قارة إفريقيا، وتعد هذه القارة المصدر الأساسي للعديد من الموارد التي تضمن استمرار الأنواع الحية، ووفقًا لبعض العلماء أيضًا فهي الجغرافيا التي بدأت فيها البشرية.

البربرية الأوربية مدينة لإفريقيا بما تتمتع به من ثروات

كل ما ذكرناه أعلاه عن أهمية هذه القارة لا معنى له في عالمنا الفاسد هذا؛ فقد تعرضت هذه القارة العظيمة لأبشع أشكال الاستعمار والاستغلال وتم تدمير تاريخها وثقافتها واستنزاف ثرواتها من معدن وذهب وموارد طبيعية أخرى والقضاء على عالمي الحيوان والنبات الفريدين فيها فغرقت القارة السمراء في الظلام! وكل هذا حصل في غضون خمسة قرون فقط.

ومن الجدير بالذكر أن 75% من كهرباء فرنسا تُسرق من النيجر و80% من كهرباء باريس من العاصمة المالية "تمبكتو"، وإذا فصلت النيجر أو "تمبكتو" القواطع الكهربائية فستغرق فرنسا وعاصمتها باريس في الظلام، علينا إدراك الحقيقة المظلمة لفرنسا التي أوجدت ما يسمى بعصر التنوير! لقد استغلت فرنسا إفريقيا واستنزفت ثرواتها ولا زالت مستمرة في ذلك كحال الدول الأوربية الأخرى مثل إنجلترا وبلجيكا وهولندا والبرتغال وإسبانيا، ولم تحقق الدول الإمبريالية ثرواتها التي تتباهى بها إلا باستغلال إفريقيا وامتصاص دمها، إنهم مستعمرون جشعون وقتلة سفاحون، ويجب تسمية المدنية الأوربية التي يتبجحون بها بالبربرية الأوربية.

دعوا إفريقيا وشأنها

لقد حكم القدر على القارة السمراء بالظلام، إفريقيا قارة مضطهدة مستغَلة، دعوها وشأنها لا تشوهوا الحياة فيها لا تدنسوا طبيعتها لا تلوثوا هواءها، أبعدوا أيديكم القذرة أبعدوا أيديكم النجسة عن إفريقيا.

إفريقيا صامدة بالإسلام وستنهض بفضله

على الجميع أن يعلم أن المسلمين وحدهم هم القادرون على إنشاء عالم يتسع للجميع، سنعيد إنشاء عالم يمكن للجميع أن يعيشوا فيه بعدل ومساواة وحرية. لقد تم تنصير أمريكا اللاتينية بشكل كامل لكنهم لم يتمكنوا من ذلك في إفريقيا فما هو السبب؟ السبب هو الإسلام، الإسلام في إفريقيا سد منيع أمام الإمبرياليين فعلى الرغم من كل الضغوطات والمؤامرات لا زالت إفريقيا صامدة بالإسلام في وجههم، وعلى المسلمين جميعًا السير نحو إفريقيا لطرد الإمبرياليين منها ومساعدتها على النهوض مرة أخرى، من الصعب أن تستطيع إفريقيا النهوض بمفردها فهي مكبلة اليدين والرجلين الآن معصوبة العينين قد تم استنزافها ونهب ثرواتها، ستنهض تركيا وتساعد إفريقيا على النهوض بإذن الله، فلتبدأ الحملة الكبرى لمساعدة إفريقيا إذًا ولتبدأ رحلة طويلة من المعرفة والعلم والحكمة لدعم إفريقيا وازدهارها.

مرآة إفريقيا

إفريقيا هي مرآة تعكس إنسانية المرء، وفي تاريخ إفريقيا كان المسلمون وخاصة العثمانيين هم الوحيدين الذين احترموا سيادتها فلم يستعمروها أو يستغلوا وينهبوا ثرواتها، ولهذا السبب يحب الأفارقة تركيا ويثقون بها، ولقد شهدنا على ذلك في زيارتنا إلى ملاوي الشهر الماضي حيث تجمع الناس في 14 مايو في ساحة المدينة وقاموا بالدعاء من أجل أردوغان وتركيا وتكرر الأمر مرة أخرى في الجولة الثانية من الانتخابات في 28 مايو، أي بلد وأي رئيس قد يحظى بمثل هذا الاهتمام الكبير أو المحبة؟ والسبب في ذلك أن تركيا لم تكن أبدًا دولة استعمارية بل كانت مصدر الإنسانية والعدالة والسلام للعالم على مر التاريخ، ولو كانت دولة استعمارية لكان الجميع يتحدث اللغة التركية اليوم في إفريقيا جنوب الصحراء! إن خلاص إفريقيا يعتمد على توحدنا وقوتنا لنتمكن من مساعدتها في النهوض والاستقلال.

عن الكاتب

يوسف كابلان

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس