ترك برس

كشف وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي فاتح قاجر، أن الطائرة المسيرة التركية "أقنجي" تمكنت في وقت قياسي قدره 90 دقيقة من تحديد موقع تحطم مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وإبلاغ السلطات المعنية بذلك.

قاجر اعتبر أن هناك أطرافا أرادت إفساد العلاقة بين تركيا وإيران، من خلال نشر أخبار تشكك في أن الطائرة المسيرة التركية كانت أول من اكتشف مكان حطام مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

وأكد قاجر في حديث مع شبكة الجزيرة القطرية أن تركيا قامت بدورها بتقديم المساعدة بحكم الأخوة والمجاورة، وليس بهدف استعراض التقدم التكنولوجي في مجال الطائرات، الذي بات معروفا على مستوى العالم، على حد وصفه.

وكشف الوزير عن إنجازات تركيا في مجال الطائرات المسيرة والصناعات الدفاعية بشكل عام ومجالات تكنولوجية أخرى، وصولا للحديث عن موقع تركيا في مجال الأقمار الصناعية وريادة الفضاء واستخدام الذكاء الاصطناعي. 

وفي ما يأتي مقتطفات من حوار الجزيرة مع الوزير:

هل كانت أقنجي أول من حدد موقع مروحية رئيسي؟

نعم، لقد قامت "أقنجي" بتحديد الموقع.

هل يعني ذلك أن السلطات الإيرانية لم تتمكن من تحديد موقع رئيسي حتى تمكنتم أنتم من ذلك؟

بقدر ما أعلم، وهو أمر شاهده أكثر من مليون شخص حول العالم عبر البث المباشر، كانت "أقنجي" أول نظام يحدد موقع الحادث.

لا نعلم ما الذي فعله الآخرون، لكن بعد إبلاغنا بالوضع وإقلاع طائرة "أقنجي"، تمكنت في وقت قياسي قدره 90 دقيقة من تحديد موقع تحطم المروحية وإبلاغ السلطات المعنية بذلك.

بعض المسؤولين الإيرانيين أدلوا بتصريحات تفيد بأن الطائرة التركية بدون طيار لم تكن هي التي حددت موقع الحادث؟

بصراحة، لم أطلع بشكل مباشر على تصريحات إيرانية تفيد بأن الطائرة التركية لم تكن هي التي حددت موقع الحادث، من المستحيل أن نعرف مصدر كل خبر يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي.

نحن نفذنا هذه المهمة لمشاركة ألم جيراننا في يومهم العصيب هذا ولإظهار التضامن، نحن أمة ترى أن التكنولوجيا ذات قيمة طالما أنها تفيد البشرية، نحن نفتخر باستخدام تقنياتنا ليس فقط في ساحات الحروب، ولكن أيضًا في الأعمال التي تفيد البشرية، كان هذا واجبنا كجيران.

لكني أرى على وسائل التواصل الاجتماعي أن هناك أطرافًا ثالثة تحاول تعكير صفو العلاقات بين البلدين، أرادوا أن يفسدوا العلاقات بيننا وبين إيران، يجب ألا نسمح لهم بذلك، فأنا أجد هذه النقاشات بلا معنى، نحن لم يكن هدفنا إثبات قدرات طائراتنا بدون طيار، فهذه حقيقة معروفة بالفعل على مستوى العالم.

ما سر نجاح تركيا في مجال الطائرات بدون طيار؟

إنه مسار طويل، نحن نعمل بجدية في هذا المجال منذ حوالي 20 عامًا، بدأنا أولا بتطوير طائرة بدون طيار صغيرة تزن 5 كيلوغرامات، كانت تمثل نسخة مصغرة من بيرقدار، أول طائرة بدون طيار محلية ووطنية وأصلية في تركيا، والتي تم تصدير أول نسخة منها إلى قطر عام 2012.

اليوم، نصدّر الطائرات بدون طيار إلى 40 دولة حول العالم، بما في ذلك 5 دول أعضاء في حلف "الناتو"، وفي أفريقيا على وجه الخصوص، طائراتنا المسيرة تحمي وتراقب الأجواء في كل هذه الدول التي نصدر لها.

ولتحقيق هذا النجاح، تم بناء نظام بيئي ضخم في تركيا، يوجد اليوم أكثر من 80 ألف موظف في 3500 شركة في قطاع الدفاع، ولدينا أكثر من 270 ألف شخص يعملون في مجال البحث والتطوير، هذه العوامل هي الحقيقة الكامنة وراء نجاحنا في مجال الطائرات بدون طيار وقطاع الدفاع بأكمله.

كما أن لدينا معركة ضد الإرهاب مستمرة منذ 40 عامًا، خلال هذه المعركة، لم تقدم لنا الدول التي نسميها حلفاء الطائرات والأجهزة التي دفعنا ثمنها، بل وقفوا إلى جانب المنظمات الإرهابية، هذا الأمر دفعنا بشكل كبير إلى تطوير طائراتنا وصواريخنا والطائرات بدون طيار الخاصة بنا.

كما أنهم لم يبيعوا لنا حتى الأجهزة البصرية التي نستخدمها في طائراتنا التي بدون طيار، لذلك قمنا بتطوير هذه الأجهزة البصرية بشكل أفضل في مؤسساتنا، مثل مؤسسة الأبحاث العلمية والتكنولوجية التركية "توبي تاك".

بفضل ذلك، حققنا نجاحات كبيرة في مكافحة الإرهاب، ففي حرب قره باغ في أذربيجان، غيرت الطائرات التركية بدون طيار مسار الحرب، وفي أوكرانيا تم تأليف أغاني باسم "بيرقدار"، يمكننا القول إن طائراتنا بدون طيار أحدثت تأثيرًا غيرت به معايير الحرب ومكافحة الإرهاب في العالم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!