بولنت أوراك أوغلو - يني شفق

إن 15 يوليو هو هجوم عالمي يهدف إلى تمهيد الطريق لاحتلال تركيا من قبل الخونة أعضاء تنظيم "غولن" الإرهابي، الذين هم خدم الإمبريالية، وذلك تحت غطاء محاولة انقلاب تهدف إلى إشعال حرب أهلية في البلاد والإضرار بالأمن الوطني. 15 يوليو هو ملحمة إعادة نهضة الأمة التركية، حيث وقف الشعب إلى جانب دولته. ونحن على مشارف الذكرى الثامنة لهذا النصر في حربنا الثانية من أجل الاستقلال، التي سنحتفل بذكراها بعد 20-25 يوما تقريبا، نستذكر شهداء 15 يوليو مرة أخرى بالرحمة والامتنان، ونقدم خالص الشكر والتقدير ونتمنى الصحة والعافية للمناضلين القدامى.

خلال السنوات الثمانية التي مرت على هجوم 15 يوليو، قمنا في تركيا بمقاضاة ومحاسبة هؤلاء الخونة الذين شاركوا في هذا التمرد والذين تسللوا إلى الجيش التركي والقضاء وأجهزة الأمن، فضلا عن المؤسسات العامة الأخرى. خلال هذا الوقت، حددنا بوضوح الدول التي تقف وراء هذا التنظيم الإرهابي الذي تسلل إلى شراييننا. وقمنا بإنشاء أرشيف رقمي يحتوي على معلومات مهمة للغاية حول التنظيم. ومن الواضح أن أول نقطة انهيار في محاولة الانقلاب أو التمرد التي قام بها أعضاء تنظيم "غولن" الإرهابي في الخامس عشر من يوليو كانت فشلهم في القبض على الرئيس أردوغان وعائلته. وقرأنا باستهجان وكراهية ادعاءات وسائل الإعلام الأمريكية التي عزت فشل الانقلاب إلى عدم قتل رئيسنا.

وكما نعلم فإن السبب الرئيسي الثاني وراء فشل الانقلاب هو مقاومة شعبنا لأول مرة لهؤلاء الخونة عبر النزول إلى الشوارع ومقاومة الانقلابيين. والسبب الرئيسي الثالث كان عدم تمكن المتمردين من السيطرة على قيادة القوات الخاصة ومقتل أحد زعماء تنظيم "غولن" الإرهابي سميح ترزي على يد عمر خالص دمير، بأمر من الجنرال زكاي آكساكالي. وقد استشهد خالص دمير على يد أعضاء تنظيم "غولن" المتمردين في موقع الحدث. ومن بين الأسباب الرئيسية الأخرى لفشل محاولة الانقلاب عدم تمكن المتمردين من السيطرة على القمر الصناعي توركسات وتصفية عناصر تنظيم "غولن" الإرهابي داخل الشرطة والقضاء في محاولات الانقلاب الفاشلة في 17/25 ديسمبر/كانون الأول. ومنع تنظيم "غولن" من أن يصبح مركز جذب للطوائف الأخرى في 17/25 ديسمبر/كانون الأول.

كان أحد المحرضين على الانقلاب في 15 يوليو، نائب الرئيس الأمريكي آنذاك جو بايدن، الذي جاء إلى تركيا للحصول على معلومات استخبارية حول محاولة الانقلاب الفاشلة. وعند وصوله تأثر بشدة من التجمع الضخم الذي ضم حوالي 5 ملايين شخص في يني كابي ضد الانقلاب، مما جعله يغادر تركيا مذعورا.

وكان من أهم الأسئلة التي شغلت الرأي العام التركي ووسائل الإعلام بعد 15 يوليو هو ما إذا كان تنظيم "غولن" الإرهابي سيحاول القيام بمحاولة انقلاب أو تمرد ثانية. فحتى كبار مسؤولي الدولة أدلوا بتصريحات حول هذا الموضوع. ولا شك أن "روح ينيكابي" - المشاعر الشعبية القوية التي عبر عنها الملايين من الناس في مظاهرات مناهضة للانقلاب في ينيكابي - التي ظهرت نتيجة الفشل انقلابي 17/25 ديسمبر و15 يوليو، قد صدمت بشكل واضح كلاً من تنظيم "غولن" الإرهابي والعصابة العالمية التي كانت تدعم الانقلابات في الخفاء، بما في ذلك نائب الرئيس الأمريكي آنذاك جو بايدن.

أعتقد أن قدرة جون بايدن على زيارة تركيا بعد أشهر من محاولة الانقلاب في 15 يوليو، وتصريحاته التي أثنى فيها على بصيرة الشعب التركي ودوره في تكوين روح يني كابي، قد لعبت دورا هاما في تأجيل خطط الانقلابات الجديدة من قبل الناتو والولايات المتحدة. ولا تزال هذه الروح تلعب دورا هاما حتى الآن. فالهجوم في 15 يوليو كان هجوما عالميا، وكان السبيل الوحيد لصده هو تحقيق أعلى مستويات التعاون بين الشعب والدولة والوقوف ضد الانقلابيين كجسد واحد. وبالفعل تجمع أكثر من 5 ملايين من سكان إسطنبول في ميدان يني كابي وهتفوا بشعارات مناهضة للانقلاب، مما بث الرعب في قلوب الانقلابيين، بما فيهم بايدن. هذا التجمع الذي يمكن أن نسميه "روح يني كابي"، كان تعبيرا عن تلاحم الشعب التركي مع دولته لمنع استيلاء أعضاء تنظيم "غولن" الإرهابي على مؤسسات الدولة .

وبعد حصول حزب الشعب الجمهوري على المركز الأول في الانتخابات المحلية في 31 يوليو 2024، وتراجع حزب العدالة والتنمية إلى المركز الثاني، تم طرح مزاعم حول تفكك روح 15 يوليو وروح يني كابي، من قبل ممثلي الجلاديو المدنيين لعقلية 28 فبراير.

في 15 يوليو 2016، أُحبِطت محاولة الانقلاب التي قام بها تنظيم "غولن" الإرهابي الخاضع لسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية والتي بدا أنها محاولة انقلاب تهدف إلى احتلال تركيا وإثارة حرب أهلية، وذلك بفضل التعاون بين الدولة والشعب. ورُفعت مئات الدعاوى القضائية ضد أعضاء تنظيم "غولن" الإرهابي الذين تسللوا إلى الجيش، وتم تقديمهم إلى العدالة، وحكم عليهم بعقوبات صارمة. وتبين أن زعيم الإرهاب غولن نفسه كان شخصيا على رأس محاولة الانقلاب. وذلك من خلال اعترافات تم الإدلاء بها في الوقت الحاضر. كما تم إحباط أنشطة التمهيد لاحتلال تركيا وإثارة حرب أهلية، والتي اتخذت شكل محاولة انقلاب في 15 يوليو، بفضل دعم الملايين الذين شكلوا روح يني كابي.

وبعد انتشار شائعات حول دخول غولن الماسوني في غيبوبة أو وفاته، عاد إلى الساحة بعض رموز "عقلية 28 فبراير" والانقلاب المدني، الذين ادعوا زورا أن روح يني كابي قد ماتت ومن بينهم الصحفي "أرطغرل أوزكوك" الذي تدخل فجأة مدعيا أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) سلمت غولن إلى جهاز الاستخبارات الوطنية التركية (MIT)، على غرار ما حدث مع عبد الله أوجلان، وأن جثمان غولن تم إحضاره إلى تركيا على متن طائرة خاصة. وزعم أوزكوك أنه استفسر عن هذه الادعاءات من مسؤول في إحدى المؤسسات الأمنية البارزة في أنقرة، التي تعتبر من أكثر الجهات معرفة بهذه الأمور، وحصل على إجابة من كلمتين تؤكد أن هذه الشائعات غير صحيحة وأن غولن لم يمت، وشارك هذه "البشرى" مع الجمهور على الفور.

في هذه السطور، أود أن أطرح سؤالا على "أرطغرل أوزكوك"، الجندي في المجلس العسكري، الذراع المدني للعصابة العالمية (البنتاغون)، ما هي المؤسسة الأمنية التي التقى بها وكيف يثق في المؤسسة الأمنية التي لم يذكر اسمها. إذا لم يرد سأعتبره يكذب. واليوم تمثل "روح يني كابي" وحدة وتضامن تركيا والدولة. وقد صرح الرئيس الأمريكي بايدن علنا بأنه كلف وحدات حربية غير نظامية بكسر هذه الوحدة والتضامن، أي "روح يني كابي". لا شك أن حب أرطغرل أوزكوك وأمثاله ل "غلاديو" يفوق بكثير "روح يني كابي". إن التمسك بروح 15 يوليو وروح يني كابي سيستمر حتى بعد موت فتح الله غولن.

أوجه ندائي إلى أوزكوك من هنا: دع شهداءنا وشأنهم، فالشهداء لا يموتون والوطن لا يتجزأ. هناك شعب وقائد في تركيا وقفوا بثبات ضد أعضاء تنظيم "غولن" المتمردين والانقلابيين في 15 تموز/يوليو مرددين شعار: "لن نسمح بتقسيم البلاد". إن هذا الشعب البطل ودولته لن يستسلموا أبدا أمام المحتلين والانقلابيين، ولن يسمحوا أبدا بمرور الانقلاب والانقلابيين.

في تقرير صادر عن مؤسسة راند، التي تعرف بأنها تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA) والممولة من قبل البنتاغون، بعنوان "العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وتركيا"، جاء فيه: "إذا ظهر زعيم معارضة قادر على البقاء أو ائتلاف معارض في تركيا، فقد يتم إزاحة أردوغان وحزب العدالة والتنمية عن السلطة في عام 2023." هل يعني هذا أن الولايات المتحدة وإسرائيل قد تتدخلا في انتخابات 31 مارس 2024 في تركيا؟

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس