كمال أوزتورك - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

من أكبر الأخطاء التي من الممكن ان نرتكبها، هي أننا نتخذ وضعية الدفاع برغم أننا على حق، فإذا كنا نؤمن بأننا على حق، علينا الهجوم، لنجبر أصحاب الباطل على اتخاذ وضعية الدفاع، وهنا لا تنطبق مقولة "خير وسيلة للدفاع هي الهجوم"، لكن هل وضعنا يتطلب منا أن ندافع؟

انظروا إلى حالنا، نسعى بكل ما أوتينا من قوة إلى إثبات أننا على حق، وعلينا أن نعلن بأنّ الذين يظلموننا، ويقتلون المدنيين، والفاشلين، وقتلة الأطفال، وكذلك الصامتين عن هذه الأمور هم شركاء في هذه الجرائم، وإنْ لم يكونوا كذلك لنتركهم فليدافعوا عن أنفسهم.

احتلت مدننا، وقُتل أطفالنا، وحرموا من آبائهم الذين سقطوا شهداء، ويجبرون أخوتنا الأكراد على الهجرة والرحيل، ونحن نعمل جاهدين لنشرح للعالم بأننا نكافح الإرهاب، لكن هذا لا يكفي، وإنما علينا أن نعلن بأنّ كل من يدعم حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي بأنهم شركاء في هذه الاعمال الإرهابية.

وعلينا أنْ نُسمع صوتنا خلال لقاءات جنيف، بأنّ المدن التركية في جنوب شرق البلاد يتم تدميرها بسلاح أمريكي، وعلينا أن نسمع للعالم صوتنا ونعمل على إقامة معرض صور لما يجري، وأنْ "لا نجلس مع القتلة".

في عام 2012، قمنا بعمل معرض صور أمام مدخل مجلس البرلمان الأوروبي، واستعرضنا نحن في وكالة الأناضول، صورا للذين يموتون جوعا في أفريقيا وميانمار، وقد شاهد كل برلماني دخل إلى المجلس هذه الصور، وأوصلنا إلى كل واحد منهم منشورات توضح حجم المأساة الإنسانية.

وعندما نشرنا صور الذين ماتوا تحت التعذيب في سجون سوريا عام 2013، أصيب العالم بحالة من الصدمة، لكننا لم نتوقف عند ذلك، بل وقفنا أمام لجنة الأمم المتحدة الخاصة بسوريا في نيويورك، وقمنا بعرض الصور بأحجام كبيرة أمام أعضاء اللجنة، وقد كانت الحادثتان مؤثرتان.

بايدن الأمريكي يقوم بذلك، فلماذا لا نفعل ذلك نحن؟

يمارس الإعلام الغربي اليوم حملة إعلامية ضد تركيا، برغم أنهم على باطل، وروسيا تقتل المئات من المدنيين العزل كل يوم، وتطرد الالاف خارج وطنهم، فلماذا لا نستعرض صور الإجرام الذي يقومون به أمام الأمم المتحدة؟

لماذا لا يخرج وزير الاتحاد الأوروبي في الحكومة التركية، بمؤتمر صحفي يعقده في باريس ولندن وبرلين، ويحمل بيديه صورا، ويقول للعالم أجمع، "هذه هي نتائج ما يقوم به حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الذي تقدمون لهم الدعم بصورة سرية"؟

هل هذه الأمور لا تليق بالدبلوماسية؟

أنا لا أعتقد أنّ بايدن عندما يحضر إلى تركيا، ويدعم الأكاديميين الذين وصفوا الدولة التركية بأنها "قاتلة"، لا اعتقد أنّ بايدن يفكر بنفس الطريقة التي نفكر بها نحن.

الانتقال إلى مرحلة الهجوم ضد الرأي العام الغربي

ينبغي أن نستهدف الرأي العام الغربي والأمريكي، فإذا كان الحصار يبدأ من هناك، علينا الهجوم من هناك أيضا، ولذلك علينا الهجوم ضد الظلم والاضطهاد وضد الإجرام، وليس علينا الاكتفاء بالدفاع عن حقوقنا ووجهة نظرنا.

نحن في الإعلام التركي ما زلنا نرتدي الخوذة ونتجول في شوارع صور، ونشرح للناس من هناك أننا على حق، وما زلنا مشغولين بإثبات أنّ هناك حالات إصابات وجنازات شهداء تخرج من الجزيرة، لكن لماذا لا نخرج بصور ضحايا إجرام حزب العمال الكردستاني ونعرضها أمام الأكاديميين ليروا ما يجري.

لماذا جامعاتنا ومؤسساتنا الأهلية صامتة؟

إذا كانت الدولة، والحكومة، ووزارة الخارجية لا تقوم بذلك، فلماذا لا تقوم المؤسسات الأهلية، والجامعات بحملات؟ هل يجب على رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء أنْ يعطوا تعليمات للقيام بذلك؟ أليس هذا الوطن لنا جميعا؟

وهناك منظمات قوية ولها سجل قوي في أوروبا مثل التوسياد والموسياد وتيسيف وغيرها، فلماذا غير فاعلة في هذا الموضوع في أوروبا؟ هل سنبقى ننظر إلى أوروبا وهي تعقد مؤتمرات إعلامية وترويجية ضد تركيا؟

البقاء في الجانب الدفاعي، يوحي بأنّنا متهمون، فاذا كنا على حق، علينا الهجوم، وأن نوقف العالم على قدميه، واذا كان هناك حسابات أخرى، فلا داعي للتذمر حينها!

عن الكاتب

كمال أوزتورك

إعلامي صحفي تركي - مخرج إخباري وكاتب - مخرج أفلام وثائقية - مدير عام وكالة الأناضول للأنباء سابقًا


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس