ترك برس

كانت إعادة الأذان إلى اللغة العربية إحدى وعود الحزب الديمقراطي في الانتخابات البرلمانية في منتصف القرن الماضي. وقد أوفى الحزب الديمقراطي بوعده في 14 أيار/ مايو 1950، لينهي 27 عامًا قرئ فيها الأذان باللغة التركية منذ 30 حزيران/ يونيو 1932.

لم ترُق إعادة الأذان إلى اللغة العربية بعض الأدباء والشعراء والمفكرين الأتراك الذين أبدوا امتعاضهم إزاء تلك الخطوة التي وصفوها بالانقلاب على الحداثة والقومية التركية، وعودة إلى الرجعية التي حاول مؤسس الجمهورية أتاتورك القضاء عليها. ولا زالت هذه الفئة موجودة في تركيا حتى اليوم، إذ ترى أن الدين الإسلامي الذي يعتنقه 99 بالمئة من الشعب هو رجعية. كما تتحدث هذه الفئة عن الديمقراطية والحرية وكأنها تقتصر على العلمانية والليبرالية فقط.

أحد منتقدي القرار كان الشاعر "أورهان والي"، الذي حذر في مجلة "يبراك" الأدبية من "صعود ملحوظ للرجعيين في تركيا"، داعيًا الحكومة إلى إيقاف دعمها لهم والجيش إلى الانتباه إلى خطرهم. ومن المثير للانتباه أن حزب الشعب الجمهوري دعا الجيش إلى التدخل أكثر من مرة في التاريخ التركي ضد الديمقراطية. وُجِد الشاعر والي بعد أسبوع من حديثه ملقىً في حفرة ميتًا، وبيّن التشريح الطبي أنه سقط في الحفرة وهو ثمل.

ويتساءل المؤرخ التركي خالد كاندمير: هل يحق للثملين أن يثملوا كما يشاؤون بدعوى الحرية العامة، ويحظر على المحافظين ممارسة شعائر دينهم بدعوى أنها شعائر رجعية!؟


* المصدر: خالد كاندمير، "أسمع الأذان باللغة التركية بينما قلبي يتقطع"، دارين تاريخ، حزيران/ يونيو 2013

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!