ترك برس

أفاد الكاتب والمحلل السياسي التركي، إسماعيل ياشا، أن "تركيا القديمة كانت تحاول قطع صلتها بالدولة العثمانية وميراثها، ولكن اليوم تغيرت النظرة الرسمية 180 درجة، ونرى الجهود المبذولة في شتى المجالات ليتعلم المواطنون الأتراك أمجاد الماضي".

 وأشار ياشا إلى المسلسلات التاريخية كمسلسل قيامة أرطغرول، أو المحاضرات والندوات التي يتم تنظيمها لإحياء ذكرى الانتصارات المنسية، كانتصار القوات العثمانية على القوات البريطانية في معركة الكوت بالعراق في الحرب العالمية الأولى، وذلك في مقال له بعنوان "جسور تربط الماضي بالحاضر"، نشرته صحيفة "العرب القطرية".

وقال ياشا إن "تركيا شهدت الخميس الماضي حفل تركيب القطعة الأخيرة من الجسر المعلق الذي يربط بين ضفتي خليج إزمير، وشارك في الحفل كل من رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو ووزير النقل والاتصالات والملاحة البحرية بينالي يلدريم، بالإضافة إلى عدد كبير من المسؤولين الأتراك، ويعتبر إنجاز هذا الجسر خطوة أخرى تقدمت بها الحكومة التركية نحو هدف يتطلع كل مواطن تركي ليرى الوصول إليه قبل موته، وهو تطوير البلاد من خلال مشاريع عملاقة تسهم في تحسين مستوى المعيشة والرفاهية للمواطنين وتجعل تركيا تصطف مع الدول المتقدمة في جميع المجالات".

وأضاف ياشا أن "الجسر الجديد رابع أطول جسر معلق في العالم، وأهم جزء في مشروع الأوتوستراد الذي يتم إنشاؤه بين مدينتي إسطنبول وإزمير، ليختصر المسافة بينهما من 9 ساعات إلى أقل من 4 ساعات ويوفِّر الملايين، ولو كان هذا الإنجاز في الأيام الخوالي لأطلق عليه غالبا اسم أحد المسؤولين الكبار أو اسم مصطفى كمال أتاتورك، مع أن المدن التركية مليئة بـ»ميدان أتاتورك» و»ملعب أتاتورك» و»شارع أتاتورك» و»سد أتاتورك» و»مطار أتاتورك»، ولكن «قيادة تركيا الجديدة» اختارت له اسم «عثمان غازي» مؤسس الدولة العثمانية".

ولفت إلى أن "الجسر المعلق الثالث الذي يصل بين الضفتين الأوروبية والآسيوية في إسطنبول، أطلق عليه «ياووز سلطان سليم»، أي السلطان سليم الأول الذي هزم الصفويين بقيادة إسماعيل الأول في معركة جالدران الشهيرة، وها هو جسر آخر يطلق عليه اسم سلطان كبير من سلاطين الدولة العثمانية، حتى لا تنسى الأجيال الناشئة المجد الذي أسسه أجدادهم في القرون السابقة، ولتربط هذه الرمزية حاضر البلاد بماضيها المشرق، كما تربط الجسور بين ضفتي المضيق أو الخليج، لأن قوة الارتباط بالجذور والحضارة العريقة التي حكمت أجزاء واسعة من القارات الثلاث، ستسهم بالتأكيد في صعود تركيا اليوم وتجعلها أقوى أمام رياح المؤامرات".

وأوضح ياشا أن "هذه المشاريع التنموية التي تغير وجه البلاد، تؤكد أن الحكومة التركية تسير في الاتجاه الصحيح في خدمة البلاد والمواطنين، لأنها خدمات باقية لن تزول مع تغير الحكومات، وكان هناك من يرى أن إنجاز هذه المشاريع العملاقة مجرد خيال ويعتقد أنها لن تتم، إلا أن الجميع يشاهد الجهود الحثيثة لإنجازها وافتتاحها في فترة زمنية قياسية لتقديمها إلى خدمة الوطن والمواطنين".

وختم الكاتب التركي مقاله بالقول، إن "تركيا قبل عقود لم تكن تصنع أي شيء، بل حتى الحبل الذي يرفع به العلم التركي فوق السارية كان يتم استيراده من الخارج، وفي تقرير نشرته صحيفة «حريت» التركية في عددها الصادر في 15 يناير 1981، يُذكر أن رجل أعمال تركيا نجح في تصنيع حبل من أسلاك الفولاذ لسارية ضريح أتاتورك «آنيت قبر» في العاصمة التركية، وكان الأتراك قبل 35 عاما يفرحون بهذا الإنجاز".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!