ترك برس

توفي مساء أمس الرّئيس التركي السّابع "كنعان إفرين" عن عمر يناهز 98 عام بعد صراع طويل دام لأكثر من 22 سنة مع عدد من الأمراض المزمنة، وذلك في مستشفى غاطا العسكرية.

وقام إيفرين مع فريق من الضّباط في الجيش التركي، صبيحة يوم 12 أيلول/ سبتمبر من عام 1980، بإجراء انقلاب عسكري ضدّ الحكومة المدنية آنذاك،  وكان هذا الانقلاب ثالث تدخل للقوات المسلحة وإدارتها في النظام السياسي بعد انقلاب 27 أيار \ مايو 1960 والتهديد بالانقلاب في 12 أذار \ مارس 1971.

بعد انقلاب 12 أيلول اتّخذ مجلس الأمن القومي الذي كان يرأسه الجنرال كنعان إيفرين مع عدد من الضباط الكبار في الجيش والقوات المسلحة التركية قرارات عديدة تتعلق بسياسة تركيا وقتها لغاية الانتخابات العامة التي تمت عام 1983، حيث تمّ إلغاء البرلمان التركي وإيقاف العمل بالدستور الموجود وقتها وتمت إزالته تماما.

كما أقدم إيفرين على إغلاق كافّة الاحزاب السياسية، وتم اتخاذ قرار مراقبة زعماء الأحزاب بشكل دقيق ومن ثم تمت مُحاكمتهم، بالإضافة إلى ذلك قامت السلطات المعنية بأمر منه بسحب الجنسية التركية من 14 ألف شخص واعلان الاحكام العرفية التي استمرت 7 سنوات، حيث تمت محاكمة 230 ألف شخص ضمن 210 دعوة قضائية وحكم على 517 شخص بالاعدام وأُعيد تصميم السياسة التركية من جديد بعد ذلك.

ومن بين الآثار السلبية للإنقلاب العسكري الذي قاده إيفرين، طرد ما يقارب 30 ألف شخص من أعمالهم من دون وجود مبرّرات قانونية تستوجب عزلهم عن أعمالهم وأغلاق عدد كبير من الجمعيات والمؤسسات الإنسانية في البلاد.

أمّا على الصّعيد الإعلامي، فقد تمّ منع  937 فلم سنمائي من العرض ولم تستطع ما يقارب 300 صحيفة من ممارسة أعمال النشر والطباعة.

واستجابة لمطالب عدد كبير من متضرري الانقلاب قررت الحكومة التركية فتح ملف تحقيق بحق المسؤولين رفيعي المستوى الذين قادوا الانقلاب. بدأت أول محاكمة في 4 نيسان \ أبريل 2012. ولكن كان عدد كبير من المسؤولين قد فقدوا حياتهم وبقي منهم القائد تحسين شاهين والرئيس السابق وقائد القوات المسلحة والبحرية كنعان إيفرين. وتم التحقيق مع هؤلاء المسؤولين ومع شخصيات فرعية أخرى في المحكمة الجنائية في أنقرة.

وفي 25 تشرين الثاني من العام الماضي طلب المدّعي العام بالسجن المؤبد على كنعان إيفرين وتحسين شاهين كايا وحُكم على إيفرين بالسجن 96 عام وعلى كايا 89 عام.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!