مصطفى كارت أوغلو - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

في الرابع من هذا الشهر لاقى إعلان المتحدث باسم وحدة العمليات الأمريكية ستيفن وورين حول عدم تقديم الولايات المتحدة الأمريكية السلاح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا وتقديمه للمعارضين العرب ردود فعل إيجابية.

ولكن كم يمكن لنا أن نثق بالولايات المتحدة الأمريكية؟

وحتى نتوضح من هذا الأمر يجب الإجابة عن الأسئلة التالية:

لماذا تغير الولايات المتحدة من سياساتها ومواقفها؟

من هي المجموعات العربية التي سيتم تقديم السلاح لها؟

قبل أن نبحث عن أسباب تغير السياسة الأمريكية فعلينا أن نذكر هذه التطورات الثلاثة:

في الخامس عشر من تموز/ يوليو أصدرت منظمة العفو الدولية مذكرة تعلن فيها عن أن وحدات حماية الشعب الكردي تستخدم أطفالًا بعمر 15 عام للقتال معها، وبهذا يكونون قد خالفوا الأعراف والقوانين الدولية. و هذا يعني أن تقديم السلاح لوحدة حماية الشعب الكردي هو تقديمه للأطفال.

في الحادي عشر من شهر آب/ أغسطس الماضي أظهرت صحيفة "نيويورك تايمز" وجود تعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية ووحدة حماية الشعب الكردي. وذلك عن طريق نشر صور تظهر عناصر من وحدا حماية الشعب الكردي يدل أحد المسؤولين الأمريكان على مواقع تنظيم داعش.

في الرابع عشر من تشرين الأول/ أكتوبر أصدرت منطمة العفو الدولية تقريرا تتهم فيه وحدات حماية الشعب الكردي بارتكاب جرائم حرب، حيث أظهر التقرير أن وحدات حماية الشعب الكردي قامت بتدمير قرى عربية وتركمانية بعد انسحاب تنظيم داعش منها.

وفي نفس اليوم في الربع عشر من أكتوبر غيرت الولايات المتحدة الأمريكية موقفها وأعلنت أنها سترسل الأسلحة للمعارضة العربية بدلًا من وحدات حماية الشعب الكردي.

في النتيجة التغير في الموقف الأمريكي له حسابات خاصة لتغيير مجرى الأحداث على الأرض، ومن ناحية أخرى إعطاء رسائل إيجابية لتركيا.

وحول السؤال الثاني: من الجهات العربية التي ستقوم أمريكيا بدعمها؟

توجد مجموعتان يمكن أن تدعمهما أمريكا هما الجيش السوري الحر وثوار الرقة.

والكل يعلم موقف ثوار الرقة من وحدات حماية الشعب الكردي عند الانسحاب من بلدة تل أبيض الحدودية مع تركيا، كما نعلم أنه يوجد تعاون بين الجيش السوري الحر ووحدات حماية الشعب الكردي. ففي النتيجة نرى أن المجموعات التي ستدعمها أمريكا لها ارتباط مباشر بوحدات حماية الشعب الكردي.

وفي ضوء تحدي تركيا بالتدخل العسكري في مناطق غرب الفرات جعل الأمريكان يتراجعون عن دعم القوات الكردية وتحويل الدعم للجيش السوري الحر. ففي النتيجة إن عدم اتخاذ بعض القرارات الحاسمة  في بدايات الأزمة من قبل الجانب التركي قد تؤدي إلى تفاقم الأمور.

عن الكاتب

مصطفى كارت أوغلو

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس