مولاي علي الأمغاري - خاص ترك برس

جاء في أحد لقاءات الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"  كلمة مهمة نقلها أحد الكاتب الأتراك في تغريدة له نصها: "الأهم هو أن يقوم الاتحاد الأوروبي بالمشاركة في حل الأزمة السورية، بدلَا من التكلم حول تأمين الحدود السورية… وكل من حمل الحطب ليزيد من النار في سوريا لن يستطيع إنقاذ نفسه من هذه النار في وقت قريب".

وفي خطاب تلفزيوني يوم الجمعة 18 آذار/ مارس 2016م قال الرئيس التركي: "إن أوروبا ترقص فوق حقل ألغام ولا أحد يعرف متى سيداس على هذه الالغام، لأنها تدعم الجماعات الإرهابية، بشكل مباشر أو غير مباشر، وإنها غير أمينة وغير مخلصة في موقفها من هذه الجماعات".

وأضاف أردوغان: "أنتم تربون الثعابين في صدوركم وهذه الثعابين ممكن أن تلدغكم في اي لحظة، وربما ما حدث في تركيا من انفجارات لا تعنيكم في شيء ولكن عندما يفجرون في بلادكم ستفهمون بماذا نشعر، ولكن ستفهمون بعد فوات الأوان… لا شيء يمنع من أن تنفجر القنبلة التي انفجرت في أنقرة يومًا ما في بروكسل او أي مدينة أوربية أخرى… على الرغم من هذا الواقع، الدول الأوروبية لا تكترث وكأنها ترقص فوق حقل من الألغام"، عن وكالات.

وصباح الثلاثاء تعرضت بروكسيل  لتفجيرين إرهابيين وقعا في مطار بروكسل، وآخرين استهدفا محطتين للمترو في العاصمة البلجيكية، وخلف أكثر من 30 قتيل و136جريحا في أعنف هجمات تشهدها بلجيكا والتي رفعت تأهبها الأمني إلى الدرجة القصوى. وقد تبنى تنظيم "داعش" الإرهابي الهجمات عبر وكالة أعماق التابعة لتنظيم.

وتأتي هذه العمليات الإرهابية بعد أربعة أيام من اعتقال الشرطة في بروكسل أحد المشتبه بمشاركتهم في هجمات شنها مسلحون بباريس في نوفمبر/ تشرين الثاني، وحملة اعتقالات أخرى شنتها الشرطة البلجيكية، ووجه القضاء البلجيكي السبت تهمة "القتل الإرهابي والمشاركة في أنشطة مجموعة إرهابية" للمشتبه به.

كلمات الرئيس التركي أردوغان السابقة لم تكن توقعا ولا عملا استخباراتيا ولكن معرفة وخبرة، ونصيحة رئيس دولة عانت من الإرهاب أكثر من ثلاثين سنة، وما زالت تعاني حتي اليوم، كانت رسالته التي تحملها الكلمات السابقة بيان: "أن الإرهاب لا صديق له، الغدر صفته ولا إنسانية دينه، لا يتأخر في نشر الأشلاء وسفك الدماء وتدمير البنيان وزرع الرهب والخوف في قلوب البشر كيفما كانوا وأين ما كانوا".

وقد أدانت تركيا الهجمات التي شهدتها العاصمة بروكسل، مؤكدة أن ما حدث يعكس الوجه العالمي لـ"الإرهاب".

قال الرئيس رجب طيب أردوغان "إن الإرهابيين استهدفوا اليوم بروكسل بعد فترة وجيزة على هجمات حزب العمال الكردستاني في أنقرة وتنظيم الدولة الإسلامية في إسطنبول التي أودت بحياة العشرات… تفجيرات اليوم ببروكسل تظهر مجددا عدم امتلاك الإرهابيين أية قيم إنسانية أو أخلاقية أو حدود لهجماتهم). وكالة الأناضول.

وقدم رئيس وزراء التركي أحمد أوغلو خلال كلمة أمام الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية بالعاصمة أنقرة، تعازيه لمملكة بلجيكا حكومة وشعبا، داعيًا الجميع للوقوف ضد "الإرهاب" العالمي بكافة أشكاله.

أما وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو  فقد دعا إلى إبداء حزم وإخلاص أكبر في مكافحة "الإرهاب" عبر العالم، ونبه إلى صعوبة حماية المدنيين من الهجمات الإرهابية ورغم أن بلجيكا فرضت حالة الطوارئ عقب تفجيرات باريس العام الماضي، إلا أنها الإرهاب استهدف عاصمة الاتحاد الأوروبي.

تركيا تمد يدها للعالم وخصوصا أوروبا لتجفيف منابع الإرهاب، قال وزير الاتحاد الأوروبي التركي "فولكان بوزكر" عقب التفجيرات التي استهدفت العاصمة البلجيكية اليوم: "إن الإرهاب بات محيطا بالعالم كله، علينا أن ننظر إلى الاتحاد الأوروبي في قضية مواجهة الإرهاب نظرة خاصة… إن سوريا تعد في الفترات الأخيرة المصدر الأساس للهجرات غير الشرعية وللإرهاب، وفي حال لم يتم حل الأزمة السورية سنبقى وجها لوجه أمام المزيد من التفجيرات الإرهابية، إن المورد الأساس لداعش هو دول الاتحاد الأوروبي، وما لم تتعاون هذه الدول مع تركيا، لا يمكن تجفيف هذه الموارد التي تغذي داعش… ندعو دول الاتحاد الأوروبي للتعاون مع تركيا"، عن موقع ترك برس.

وخلال مؤتمر صحفي بالأردن انهارت المفوضة الأوروبية العليا للشؤون الخارجية والأمن "فيديريكا موغيريني" بكاء أثناء حديثها عن هجمات بروكسل، ولم تتمكن من ضبط نفسها وغادرت المؤتمر قبل انتهائه، كيف لا وهي ترى إرهاب أفراد - يفتخرون بالانتساب لجماعة إرهابية- يرعب عاصمة اتحادها.

أما نحن المسلمون فنبكي "نصف مليون سوري" قتله إرهاب الدولة "إرهاب بشار ونظامه طائفي" وإرهاب جماعة همجية "تنظيم داعش"، وإرهاب جماعات طائفية " حزب حسن الله " وباقي الجماعات، وكذلك إرهاب الصمت "لاإنساني" من كافة المؤسسات والمنظمات والهيئات الدولية.

عن الكاتب

مولاي علي الأمغاري

باحث في قضايا العالم العربي والإسلامي ومتخصص في الحركات الإسلامية وقضايا الإرهاب، ومهتم بالشأن التركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس