ترك برس

"مصطفى بولند أجويد" سياسي يساري و صحفي و شاعر تركي، تولى منصب رئاسة الوزراء أربع مرات، و شهد ثلاثة انقلابات عسكرية.

ولد بولند أجاويد بعام 1925 بمدينة إسطنبول، و توفي في العاصمة التركية "أنقرة " عام 2006. والدته " فاطمة نازلي خانيم " كانت رسامة، ووالده " فخري أجاويد " كان أستاذا في كلية الحقوق بجامعة انقرة، انتخب والده نائبا في البرلمان التركي عن حزب الشعب الجمهوري، و شغل منصب نائب خلال فترة ما ببن 1943 و1950.

أنهى بولند أجاويد الدراسة الثانوية في مدرسة روبرت الأمريكية في إسطنبول عام 1944. و بعد إنهائه المرحلة الثانوية، التحق بقسم اللغة الإنجيلزية في كلية اللغة والعلوم الإنسانية في جامعة أنقرة، التي تركها قبل تخرجه منها.

بدأ بولند أجاويد حياته العملية مترجما وصحفيا عام 1944. كما أنه عمل في صحف يسارية في تركيا مثل صحيفة " أولوس " القريبة من حزب الشعب الجمهوري، وكذلك عمل في صحيفة " ملييت " اليسارية، و" بشر حر " قبل أن يدخل إلى السلك السياسي.

- حياته السياسية

دخل بولند أجاويد السياسة من خلال العضوية في حزب الشعب الجمهوري بعام 1953.  حيث انتخب نائبا للبرلمان عن حزب الشعب الجمهوري بزعامة " عصمت أينونو " في الانتخابات العامة التي أجريت في 1957 و كان عمره 32 عاما.

و في الانتخابات العامة التي أجريت عام 1961 انتخب نائبا عن حزب الشعب الجمهوري من مدينة " زونغول داغ " و تولى منصب " وزير العمل " في حكومة عصمت أينونو في الفترة ما بين 1961 و1963، و كما تولى منصب الأمين العام لحزب الشعب الجمهوري عام 1966، و لكن صعود حزب العدالة بقيادة "سليمان دميرال" في منتصف الستينات نحى حزب الشعب الجمهوري جانبا، لذا بدأ الصراع على تجديد الحزب، و كان أجاويد رأس الحربة في مواجهة أينونو و تمكن بالفعل من الإطاحة به عام 1972. و في العام نفسه تم اختيار بولند أجاويد رئيسا لحزب الشعب الجمهوري، و مع تولى أجاويد الزعامةبدأت بوارق الأمل تظهر بالنسبة إلى الكثيرين من حزب الشعب الجمهوري.

 - ائتلاف حزب السلامة الوطني مع حزب الشعب الجمهوري

في الانتخابات التي أجريت في 14 أكتوبر عام 1973 فاز حزب الشعب الجمهوري، حاصلا على 185 مقعدا و هذا لم يكن كافيا لتشكيل حكومة بمفرده. فيما حصل حزب العدالة  بزعامة سليمان ديمريل على 159 مقعدا، وحزب السلامة الوطنية بزعامة نجم الدين اربكان حصل 48 مقعدا.

و26  تشرين الثاني عام 1974 شكلت حكومة ائتلافية بين حزبي السلامة الوطنية  وحزب الشعب الجمهوري اليساري، و استمر الائتلاف لـ 7 أشهر فقط،  بسبب عدم الاتفاق بين الطرفين.

- حركة قبرص الشمالية

وفي عام 1974 تسببت الزيارة التي قام بها "بولند أجاويد" إلى بريطانيا من أجل لقاءات دبلوماسية مع حلفائه الغربيين، بتوترات في الشارع التركي.

وفي أثناء غيابه اجتمع أربكان الذي كان نائبا لرئيس الوزراء "أجاويد" بشكل عاجل مع أعضاء الحكومة وقائد الجيش التركي، و استطاع أن يقنعهم في التدخل العسكري في قبرص بأسرع الوقت. و فعلا اتخذ القرار بالتدخل العسكري مباشرة لوقف كل ما يتعرض له المسلمون، ولحماية الشعب القبرصي التركي، و انطلقت في ذلك الوقت حركة تحرير قبرص الشمالية على الرغم من معارضة البعض لهذا التدخل.

ولأن "اجاويد" كان يشغل منصب رئاسة الوزراء حينها، فقد راح الجميع إلى القول: إن "أجاويد" هو من قام بحركة التحرير القبرصية، ولكن في حقيقة الأمر أن أربكان هو القائد الأساس لتلك الحركة.

و في الانتخابات التي أجريت عام 1977 حصل حزب الشعب الجمهوري على 41,4 من الأصوات، و لكن على الرغم من ذلك اضطر بولند اجاويد لتشكيل الحكومة الائتلافية مع رئاسة سليمان دميرال الذي كان يتراس حزب العدالة و حزب السلامة الوطنية بزعامة نجم الدين اربكان. و لكن بولند اجاويد لم ينكفئ بهذا و أسقطت الحكومة الائتلافية بإرادته و بالدعم من حزب الديموقراطية قام بولند اجاويد بتشكيل الحكومة وحدها، و هكذا أصبح رئيس الوزراء من جديد بعام 1980.

⁃ انقلاب 12 سبتمبر 1980 في تركيا

في عام 1980 قامت القوات المسحلة التركية بزعامة الجنرال كنعان إيفرين مع مجموعة من الضباط بانقلاب العسكري، و حظر بولند أجاويد عن العمل السياسي بعد الانقلاب و تمت استقالته من منصب رئاسة حزب الشعب الجمهوري. و في عام 1980 منع أجاويد من مغادرة البلاد. وفي عام 1981 بسبب مقالته التي  نشرت في جريدة " بحث " سجن لمدة سنة واحدة. و بعد أن خرج من السجن بسبب لقائه مع الصحفي الأجنبي اعتقل مرة اخرى عام 1982، و حظر من العمل السياسي لمدة عشر سنوات من جديد.

- حزب اليسار الديمقراطي

إبعاد "أجاويد" ومنعه من العمل السياسي، أدى بزوجته "رهشان أجاويد" عام 1985 إلى تشكيل حزب اليسار الديمقراطي، والذي لاقى فشلا كبيرا في أول انتخابات تشريعية خاضها عام 1987، حيث لم يتمكن من دخول البرلمان لحصوله على نسبة لا تتجاوز 8.5 بالمئة من الأصوات، وفي العام ذاته رفع الحظر السياسي عن "أجاويد"، وتم توحيد اليساريين تحت راية الحزب خصوصا بعد تمكن الحزب من دخول البرلمان إثر حصوله على 11 بالمئة من أصوات الناخبين.

و في الانتخابات التي أجريت عام 1995 تمكن حزب اليسار الديمقراطي من تحقيق تقدم في صفوف البرلمان، حيث حصل على 75 مقعدا من أصل 550 مقعد. أما الانتصار الباهر فجاء في الانتخابات التي أجريت عام 1999 حيث دخل البرلمان في المركز لأول بالحصول على %22 من الأصوات، و شكل الحكومة الائتلافية مع حزب العمل القومي و حزب الوطن الأم.

و أصيبت البلاد في فترة حكومته بمحنة اقتصادية كاسحة حيث ففقدت العملة المحلية %50 من قيمتها أمام الدولار، و تم إجراء بعض الإصلاحات الدستورية في البرلمان بهدف الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي.

توفي بولند أجاويد عام 2006 بعد تعرضه لنزيف دماغي في أنقرة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!