ترك برس

استعرض تقرير للكاتب والإعلامي التركيي توران قشلاقجي، التنظيمات الصهيونية الرئيسية التي حاربت الدولة العثمانية ومارست أنشطة استخباراتية مختلفة في فلسطين.

وقال الكاتب فيي مقاله بصحيفة القدس العربي إنه في سبيل تحقيق حلمهم القديم بإنشاء «دولة يهودية قومية»، أطلق الصهاينة أنشطة استخباراتية، وشكلوا بالتعاون مع القوى الإمبريالية تنظيمات مسلحة أصبحت ذات أهمية كبيرة في الفترات الأخيرة من الإمبراطورية العثمانية.

وتطرق إلى أطروحة دكتوراه أعدها الأكاديمي الفلسطيني عبد الرحمن الفرا في جامعة صقاريا، تحت عنوان «الأنشطة الاستخباراتية اليهودية في فلسطين»، تتناول بشكل واسع تأسيس هذه التنظيمات وأنشطتها وعلاقاتها مع الدول الأوروبية وتأثيرها على المسار التاريخي في فلسطين.

ويؤكد قشلاقجي، استنادا إلى الأطروحة، إن الحركة الصهيونية نفذت أنشطة استخباراتية مختلفة في فلسطين خلال الفترة بين 1882 و1918، واعتمدت تلك الأنشطة على خمسة عناصر أساسية، وهي؛

ـ توفير الدول الأوروبية الإمبريالية الدعم لليهود

ـ إنشاء بنية تحتية للاستيطان في فلسطين

ـ تشكيل تنظيمات مسلحة

ـ الأنشطة السياسية والعسكرية الداعمة من خارج فلسطين

ـ إدارة أنشطة تجسس فعالة

ووفقا لقشلاقجي، فإن التنظيمات الصهيونية الرئيسية هي كالتالي؛

1 ـ تنظيم بار جيورا

تأسس عام 1907 وهو أول تنظيم سرية مسلح أقره المؤتمر الصهيوني، وركز على التخطيط الأمني وزيادة عدد الأعضاء، وأدى ضعفه مع مرور الزمن إلى تأسيس تنظيمات جديدة مثل هاشومير.

2ـ تنظيم هاشومير

تأسس عام 1909 بهدف تأمين المستوطنات اليهودية في فلسطين، ووفر تدريبات مسلحة للمهاجرين اليهود وتحكم بمعظم أعمال الأمن في المنطقة.

3 ـ ليغيون هعفودا (فيلق العمل)

هو تنظيم أمني عمالي مسلح تأسس عام 1909 على يد أعضاء بار جيورا وهاشومير. تم تأسيس التنظيم لدعم عمل هاشومير الرقابي والسيطرة على القوى العاملة. وفي عام 1911، تم حل ليغيون هعفودا مع تركيز هاشومير على أنشطته الموسعة. إلا أن هذ التنظيم لعب دورا مهما في مساعدة الشباب اليهودي على اكتساب الخبرة في شؤون الأمن والاستيطان.

4- تنظيم مكابي

تأسس التنظيم عام 1912، وهو اتحاد رياضي كان يهدف إلى نشر الأنشطة البدنية بين الشباب اليهود. ولعب مكابي دورا مهما في تدريب وتنظيم الشباب لإعدادهم للعمل المسلح.

5- تنظيم هارو

تأسس عام 1913، وركز بشكل خاص على العمل الاستخباراتي. وبصفته قوة سرية تدعم هاشومير، حقق هارو مكاسب مثل معرفة البيئة المحلية عن كثب والحصول على الأسلحة بطرق جديدة.

6 ـ تنظيم غيدونيم

تأسس عام 1913 في زخرون يعكوف كاتحاد شبابي حراسي لحماية المستوطنات من الهجمات الخارجية، وتم استخدامه في أنشطة تنظيم نيلي التجسسية خلال الحرب العالمية الأولى.

7 ـ تنظيم نيلي

تأسس عام 1915، وكان يعمل على تسريب ونقل المعلومات ضد الدولة العثمانية إلى البريطانيين. ولعب هذا التنظيم بقيادة آرون آرونسون دورا رئيسيا في انتقال فلسطين ومنطقة دمشق من العثمانيين إلى البريطانيين.

8 ـ تنظيم هاماجين

تأسس عام 1915 على يد الصهيوني يوسف ليشانسكي، بعد الإجراءات القاسية التي اتخذتها الدولة العثمانية ضد الأنشطة اليهودية. ليشانسكي، أراد الانضمام إلى هاشومير، ولكن تم رفضه، فقرر إنشاء هذا التنظيم الجديد. كان هدف هاماجين هو أن يكون قوة بديلة لتوفير الأمن السريع والفعال. وعلى الرغم من أن التنظيم تأسس على يد أولئك الذين لم يستوفوا معايير عضوية هاشومير، إلا أنه ساهم في أمن المستوطنات اليهودية في فلسطين.

9- تنظيم يافا

يعد تنظيم يافا مجموعة شبه عسكرية تأسست عام 1915 للدفاع عن المستوطنات اليهودية في فلسطين. وعندما طلبت السلطات العثمانية تسليم الأسلحة، رفض الصهاينة في يافا وأنشأوا تنظيما سريا. ترأس التنظيم قادة صهاينة مهمون مثل أبراهام آيزنشتاين وإلياهو غولومب. وخلال الحرب العالمية الأولى على وجه الخصوص، قام بتجهيز الشباب اليهودي بالأسلحة والتدريب الاستراتيجي. كما لجأ إلى أساليب مثل السرقة والتهريب للحصول على الأسلحة.

10- فيلق بغال صهيون

تم تشكيله عام 1915 من اليهود الذين تم نفيهم إلى مصر لخدمة البريطانيين ضد الإمبراطورية العثمانية. تأسس هذا الفيلق تحت قيادة زئيف جابوتنسكي وجوزيف ترومبلدور، وتم طرحه في البداية كفكرة للفيلق اليهودي، لكنه تحول إلى فريق نقل بناءً على اقتراح الجنرال ماكسويل. تم إرسال الفيلق المسمى «فيلق بغل صهيون» إلى جبهة جاليبولي (جناق قلعة) بعد تدريبه في مصر. وفي جاليبولي ساعدوا البريطانيين بتزويدهم بالذخيرة والغذاء والماء.

ويشير قشلاقجي إلى أن هذه التنظيمات قامت بتسريع الهجرة اليهودية إلى فلسطين وزيادة عدد المستوطنات اليهودية، من خلال ممارسة الضغط على السكان المحليين. وكانت أنشطة هذه التنظيمات حاسمة في انفصال فلسطين عن الدولة العثمانية والاحتلال البريطاني للمنطقة. في المحصلة؛ اتخذت هذه التنظيمات التي أنشأها الصهاينة خطوات مهمة نحو إقامة الدولة اليهودية.

ويضيف: في خضم الفوضى الناجمة عن ضعف الإمبراطورية العثمانية والحرب العالمية الأولى، أصبحت التنظيمات الصهيونية قوة دائمة في فلسطين ذات أنشطة استخباراتية ومسلحة فعالة. وفي نهاية المطاف، لعب عمل هذه التنظيمات دورا رئيسيا في إنشاء دولة إسرائيل عام 1948.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!