شيان بو - ترك برس

يُعقد منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي (BRF) في العاصمة الصينية بكين في 14-15 أيار/ مايو الجاري، بحضور الرئيس الصيني شي جينبينغ حفل الافتتاح ورئاسته للطاولة المستديرة.

وبناء على دعوة الرئيس الصيني، حضر 29 زعيمًا للدول والحكومات، بينهم 5 رؤساء لدول من مجموعة العشرين، هم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإيطالي باولو غينتولوني، ورئيس إندونيسيا جوكو ويدودو، ورئيس الأرجنتين ماوريسيو ماكري.

ويشارك في المنتدى كذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وحوالي ألف وخمسمئة موفد من أكثر من 130 دولة، وحوالي 70 منظمة دولية، وأكثر من 4 آلاف صحفي.

وحيث أن مبادرة الحزام والطريق قُدّمت من قبل الرئيس شي جينبينغ في عام 2013، فقد شهدت السنوات الثلاث الماضية سرعةً غير متوقعة في إطلاق وتوسّع المبادرة.

وتوفر هذه المبادرة الصينية منافع للعالم كله، وقد انضمت إليها أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية حتى الآن، بينهم أكثر من 40 طرفًا وقعوا اتفاقيات تعاون مع الصين، الأمر الذي يمكن وصفه بأنه توافق دولي على مبادرة الحزام والطريق.

وقد دمجت كل من الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والمفوضية الاجتماعية والاقتصادية لآسيا ومنطقة المحيط الهادي (UNESCAP)، ومنظمة التعاون الاقتصادي بين آسيا والمحيط الهادي (APEC)، والملتقى الآسيوي الأوروبي (ASEM)، ومنطقة ميكونغ الكبرى (GMS)، مبادرة الحزام والطريق أو أدخلتها في وثائقها وقراراتها ذات الصلة.

وتحققت عدة تطورات في إطار المبادرة، أهمها شبكة البنية التحتية المتداخلة التي يجري تشكيلها، كما ارتفعت التجارة والاستثمارات البينية بشكل كبير، ووفّر بنك استثمار البنية التحتية الآسيوي (AIIB) وصندوق طريق الحرير دعمًا قويًا للتعاون التمويلي.

تعمل شبكة القطارات السريعة بين الصين وأوروبا بكثافة في أنحاء القارة الأوراسية، محمّة بالبضائع ومُلبّيةً حاجات السوق للدول على طول الخط. كما أسّست القطارات جسرًا للاتصالات والصداقة بين الشعوب على طول الخط وأصبحت محط ترحيب على امتداد مبادرة الطريق والحزام.

يُعد التطوير المشترك لمبادرة الطريق والحزام قناة رئيسية لزيادة التعاون الدولي، وهي قضية ترحب بها وتدعمها كل الأطراف. إنها توليد فرص تطور جديدة لتحسين حياة الناس. ومن جهة أخرى، ما زال الاقتصاد العالمي يحاول النهوض من آثار الأزمة المالية العالمية، حيث ما زال التعافي بطيئًا وهشًا، وما زال أساس النمو مهزوزًا.

هناك توجه صاعد نحو الانكماش، واصوات أعلى ضد العولمة وتوترات متراكمة بين الانفتاح والتغيير والتكامل الاقتصادي. ومن أجل اكتشاف طرق لمعالجة المشاكل التي تواجه الاقتصاد الإقليمي والعالمي، وخلق طاقة جديدة للسعي وراء تطور مترابط وجعل مبادرة الحزام والطريق تنتج منافع أكبر لشعوب كل الدول، أعلن الرئيس شي جينبينغ في اللقاء السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس في 17 كانون الثاني/ يناير أن الصين ستستضيف في أيار/ مايو منتدى الحزام والطريق في بكين لمناقشة سبل تعزيز التعاون، وبناء منصات التعاون ومشاركة نتائج التعاون.

موضوع المنتدى هو "تقوية التعاون الدولي والتشارك في بناء الحزام والطريق من أجل تنمية الربح المتبادل". وتتضمن الفعاليات الأساسية للمنتدى حفل افتتاح، وطاولة مستديرة للزعماء ومؤتمرًا عالي المستوى. وقد عُقِدت الفعالية الافتتاحية في صباح 14 أيار/ مايو، وتلاها مؤتمر عالي المستوى. كما عُقِدت الطاولة المستديرة للزعماء يوم الأحد 15 أيار.

وقد صرح عضو مجلس الدولة الصينية يانغ جيتشي، أرفع مسؤولي الدولة الصينية عن الشؤون الخارجية بأن "الصين تأمل بتحقيق الأهداف التالية للمنتدى: أولًا مراجعة عميقة لتقدم المبادرة، وإظهار أهمية الثمار المبكرة لها، وبناء مزيد من التوافق من أجل التعاون وإدامة زخم التعاون. وثانيا، مناقشة إجراءات تعاون كبرى في مسعى التقدم إلى الأمام، وتسهيل تعاضد أعظم لاستراتيجيات التنمية، وتعميق الشراكة والعمل من أجل تطور مترابط. وثالثًا، تسويق التطور الاجتماعي والاقتصادي والتكيف الهيكلي للصين، والعمل لأخذ التعاون الدولي من أجل الربح المتبادل إلى الأمام".

ويُعد منتدى الحزام والطريق المؤتمر الدولي الأعلى مستوى الذي تستضيفه الصين منذ طرح الرئيس شي للمبادرة في عام 2013. وستكون المبادرة علامة فارقة تبني على المنجزات السابقة وتفتح آفاق المستقبل لمبادرة الحزام والطريق وتسرّع بالتأكيد تقدم المبادرة.

وتُعدّ إسطنبول نقطة مهمة للربط بين الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في القرن الحادي والعشرين. ومنذ إنشاء الشراكة الاستراتيجية بين تركيا والصين في عام 2010، ارتفع منسوب الزيارات رفيعة المستوى والثقة السياسية المتبادلة بين تركيا والصين. ومنذ عام 2015، التقى الرئيس أردوغان بالرئيس شي جينبينغ وجهًا لوجه 3 مرات، تم خلالها تبادل وجهات النظر العميقة حول التعاون الثنائي والتوصل إلى توافق مهم حول تطور العلاقات الثنائية.

وقد شهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين تطورًا مستمرًا. ففي عام 2016، بلغ حجم قيمة الواردات والصادرات التجارية بين البلدين حوالي 27.77 مليار دولار، بزيادة قدرها 1.8 في المئة مقارنة بعام 2015. وتُعدّ الصين الشريك التجاري الثاني من حيث الحجم، وأكبر مصدر للواردات إلى تركيا. كما تعيش الشركات الصينية في إسطنبول نموًا سريعًا، وهي أكثر من 60 شركة، من بينها البنك التجاري والصناعي، وشركة كوسكو وشركة الصين لبناء الطاقة.

ومنذ عام 2014، قدّم كل من إطلاق مشروع سكة حديد القطار السريع الذي يربط العاصمة أنقرة بإسطنبول، وصفقة الاستحواذ على تكستيلبانك التركي من قبل بنك الصين التجاري والصناعي، والاستحواذ على محطة كومبورت بإسطنبول من قبل كل من (COSCO) و(CMHI) و(CIC Capital)، وأعمال بنك الصين الذي سيفتتح في تركيا قريبًا، إسهامات كبيرة في التنمية المحلية وتنفيذ مبادرة الحزام والطريق.

لدي ثقة كاملة بأن مشاركة الرئيس رجب طيب أردوغان في منتدى الحزام والطريق ستعزّز الشراكة الاستراتيجية بين تركيا والصين وستضفي تأثيرًا إيجابيًا على تطوير التعاون المحلي بين بلدينا.

هناك مقولة في الأمم المتحدة: "القطار غادر المحطة، وهو يسير مسرعًا". الصين هي على قطارنا السريع لتحقيق الحلم الصيني للتجديد العظيم للأمة الصينية. إننا مستعدون لتوفير فرصة ومكان للتنمية المشتركة للدول المشاركة في مبادرة الطريق والحزام، ومن بينها تركيا، وإننا نرحب بهم لركوب هذا القطار. وسيكون منتدى الحزام والطريق محطة جديدة لقطار الصين للتطور، أهلًا بكِ يا إسطنبول.

عن الكاتب

شيان بو

القنصل الصيني في إسطنبول


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس